![]() |
حين يتعاظم في مطيات روحك الكرب، وتكثر في اساطيل ذاتك زوارق الحلم تخلع عنك الدنيا خلع العصمة الهاربة، تنسل من جوف محنتك مرتدياً كوكباً يدشنك ويفتري على وحدتك بمقالات خبيئة تحررك من الغربة وتزجك في عتيق ظلام آخر، فحينما يعتادك كل شيء تصبح القرين اللدود لحاشيات الأشياء التي تبقيك صورة واحدة بين جمادات التكوين . |
نعود نغزل من حاشيات الرأس ما يرعب الغفوة الصامتة ، نحتاج لأن نهرب من الحرف أبداً ، والطفل المقيم في خاصرة القلب يشكو تلعثمه ويرديك قتيل الأحبار ، إننا هنا نغامر بالأحلام التي تنسينا وعكة الحياة ، نبكي ونحتضر ، نمطر ما يعترك الجوف ، نعيدنا إلى أنفسنا بعد تفلّت من الرّوح ، ذكرانا وحيدة غارقة في المنفى الذي شكّلته لنا الذاكرة ، يفرّ الحلم إلى الورق باكياً، يكتب إنهراقه على مضض ويزاول مهنة الخلاص . |
وأنتِ يا طفلتي في الحياة لي حياة ، تشكّلين حضاراتٍ في القلب لا تبيدها ذاهبات القرون ، ترسمين في عينيّ ذاك البحر المغلّف بالحنان، الغارق في وجوهنا لحظة فيء ، من مثلك يقتدر أن يحرق هذا الحزن بشمعة أمله ، ويبقيني على التنفّس الجميل ، على الارتياح الأمثل الذي لا تذريه رياح الآهات . |
كما دورة القماش في نسج حياة أخرى لجسد ، تطوف بنا دقائق التدوين ، بصبر يحتار فكرك نتيجة ويختال المدى إنصات . |
قفار ٌ كلّ ما ينتاب عقل الحياة من حَولي , الاغتيال صفةٌ دائِمة للإنسيَّة , والنَّوح لم يعد يُكترث له , الأوجه على الجدار صَمّاء , فسيفسائيَّة لا تتشكَّل , فطاغِ الفراغ أبكم , والهواء أشدّ العليل .. عند تلكم الاغتيالات في رحم الوقت المُدار على الكُرة الأرضيَّة , يجيء ناقل الشَّوق , يفزع يقظتي النّائمة بكابوس الحنين , يتفشَّى في مصير الدّماغ ضوء وجهكِ المركَّز .. تتيه بعدها ظنون الظلام , ويتأسف الواقع حاله .. تتشكّلين طيفا ً ورديّ الشّخوص , تبتسم الشفاه الثَّكلى , تنحصر المجرَّة في عيني , أنساني والغد المرهق تحت رِمش السّكون , فقط حين يحضر وَسمك باب الجنون , يتراقص المعنى بمفاهيم صحيحة في خلد ذاك المُكبّل دونك يا ضياء العين ! |
ما يشجيك يقفلك عند جوّ مفترى ، تلتحمك الأنات تلو العبرات ، يتساقط مجدك عند ضعف مكنون وينساك الكون في زحمة المشاعر مكبّلاً على جدار الوقت ، الحزن غادرٌ كموج بحر خفيّ يلطمك حدثه على غرّة النجاة . |
تدور الأيام باسطة يديها لأقمار السماء التي تخبو في عينيّ، يدنوا الموت كل زفرة تكتبها الأنفاس ، والحقيقة مازالت تنخر في أدمغة الأرض ، تساوم البشر للنجاة من غيبوبة الوقت،والبحر كما هو صديق يخالف قوانين الصمت ، ويعقر مزاج الأحزان، يا غياهب الحياة متى سنلمح قلوبنا وهي ترسم نبض الأحلام على أرصفة الحنين؟ هل ستباغتنا أمانينا كفجأة الفجر حين ينهض من قمقم الليل ! أظنّنا سنركض كالولهى نجر خلفنا هذا العدم الذي أنطق الذكريات ، هذا الإمتعاض الذي لن يتحرر إلا بصفعة تاريخ آخر كنّاه ذات أنين ، ونعود والليل جبين التائب، وسعة المريض، نداء المحب ، تأويل العابرين . |
لا تصفني في الأمكنة الأحاديث، كلّ ما في الصمت أهوجٌ مستباح والفراغ دمية تنتظر الكلام . |
الساعة الآن 10:49 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.