![]() |
(2) إنها الحمراء تفتح أبوابها للسماء لكي تخرج وتزورَ أطفالها . يَدُ _ صَلواتُ خمس ُ يَدُ _ تعويذةُ تتقاتلُ ممع الشرّ، وماذا تحمل تلك الأيدي التي تلوّحُ _ أرُمّانَة تنزفُ ، أم كبداً تتأوه ؟ خَلخالُ ، وقدمان ِ حافيتان . كانت الجرذانُ تُمْسِك ُ بأطراف الشمس ، هكذا تركتُها تتمدًّدُ في طيلسان ِ خطوط ٍ وألوان ، ودخلتُ في لطائفَ غامضة ساجناً همومي في طلسم ٍ أخضر: الخيال ُ آدَمُ الخَلْق والحمراءُ حواءُ العمارة . احلمْ احلمْ إنْ لم تفعل أكلك النومُ والليل . . أدونيس .. |
(3)
بابُ الخمر، هل كنتُ أدخلُ أم كنت أخرج ؟ سَكِرتْ مِنّي مُنْعطفاتُ وأقبية يَرْتعش فيها ياسمينُ التّاريخ . سَكرتُ بحدائق ِ الخطّ الكوفيّ والخطّ النّسْخي ، _ موسيقي تأتي بكَ وتذهب في كلّ مكان ٍ وفي لامكان . قاعاتْ ، مُوَشّحاتُ تَسْبَحُ في بحيراتِ الضّوء . وَثمّةَ فراشاتُ تدخل ُ لكي تخرجَ مِن ألوانها ، خشوعاً أمامَ الجدران ، حيث الطّين ُ تَسْبِيحُ والجدارُ أخُ لِلأثير. حياةُ _ سُرّة ُ في جسد الرّقْش والنجوم ُ ذُؤباتُ تحت أذنيها . . أدونيس ... |
(4) لا تَخَفْ أنْ تلامِسَ الغيوم وَقُل ِ اطمئنّي ، يا خطواتي . في سَاحة ِ الأسودِ ، في ساحة الرياحين ينزلُ القمرعلى سُلّم الماء لِيَلتقي في الماء وجهاً يُحبّه ينْطفىء حوله ، حياءً ، ضوء القناديل . في كواحل ِ هذه الأعمدة ِ وَسْوَسَة ُ حِليّ والأكتافُ سُحبٌ وأمواج . ومَن هذا النّقّاش النّحيل ؟ أسَرَ في رَقْشه ِ نجوماً لا يُردْنَ أن يُفْرَجَ عنهنّ . خَطّ _ نَهْرٌ يحفره الحبر لكي يجري فيه ماءُ الزّمن . . أدونيس .. |
(5) هُوذَا قُطْبُكَ،أيّها المريدُ الرّقْش والقِبابُ أحوالٌ ومقامات . القبّة ِ حفيفٌ تغارُ منه الأجنحة النّشوة تحتها أرائِكُ متنقّلة تحملها غزلانُ الشّوق . هنا ، تلبس اللاّنهاية ُ جُبّة ً ويجلس الأفق ُ في مشكاة . أصْغُوا إلى الأروقة : زَواجُ الليل والشّمس هوالعرسُ الدائم بيني وبَيْني . وجسدي ليس َ لي . أخذته مِنّي الرغبة ُ واللذّة . اتركوني ، إذن ، أخترق الحاسّة وأبتكرْ أهوائي . . أدونيس .. |
(6) هِي ذي أكوانٌ تدخلُ في ثقوب الإبَرِ التي تخيطُ ثيابَ النّوافذ _ فيهنّ سفنٌ وأعناقُ أيائل فيهنّ صَهواتٌ ، عَلوْت إحداهنّ وهززتُ نخيل المسافات . لم أعرف لماذا كانت تلك النّافذة ُ تبكي مع أنني رأيتُ الفضاءَ يقدّم لها منديله الأزرق وتروي هذه النّافذة أن القمرَ في الحمراء يصنع الأعاجيب عندما يتَغطّى بالغيم . نَوفِذُ كمثل بحيرات ِ لاتتّسِع ُ إلا لمراكب الحلُم نَوافذُ _ أقراطٌ في آذَان ِ النّجوم . الفراغ ُ لفظة ُ لا تليق ُ بأبجدية ِ الحمراء . . أدونيس .. |
(7) في حَمّامِ ُقمارِش ، بين الأصفرِ والأرزق ِ والأحمر، يعطش الماءُ لا يرتوي ، وتستطيع أن تعرفَ لماذا . هكذا تتطلعُ النّافورة لكي تصيرَ جسداً ويعملُ الماء لكي يتحول إلى نشيد ، وكلُ مستحم يحسبُ السماءَ ذِراعاً تُطوق خاصرته ، حيث الطّبْعُ يعانقُ الطبيعة وما وراءها , أو هكذا شُبه لي : حَسَنُ في هذا الشطح ِ أن تجهل الأشياءُ ما هي . ذلك المساء ، لم تنم غرناطة في مخيّلتي نامت بين ذراعيّ . جُرّي ، غرناطة ُ ، أذيال برانسك ِ يطيبُ للزّمن ِ أن يتعثربها . . أدونيس ... |
(8) وَشْوَشَتْني زاوية ٌ: دَخلْتَ ، أيّها الشاعر، في مُثلّثي وَهيهاتَ أن تخْرج ، لي ضُروع ُ وليس لي آنية . كن مثلي _ سَافِرْ، لكنْ في جسدك ، لكي تُحسِن الإحاطة بالكون . وقالت زواية : العقلُ هنا خادِمُ الحاسّة ، والرّقْشُ هوالذي يُعلّم الطّينَ الكلام . لكن ، يكفي أن تحدّق في هذا الرّقش ، خلفَهُ هَراطقة ٌ يسبحونَ في الهواء لابسن أرجوان الشّكّ . تُكذّب زوايا الحمراء العِلْمَ : ينْسكبُ فيها الضّوءُ كأنه سائِلٌ لم يُكْتَشَفْ بعد ، أخذت ِ الزّوايا تُلَمْلِمُ سراويلها فيما كانت أشعة ُ الشمس تتسربلُ بالظنون . . أودنيس ... |
(9) تحت طبقات ِ النّقْش ِ والرّقْش ، أنهارجَوْفيّة ٌ للحلم _ لا جَلاّد ٌ تحت هذه القبّة لا دَم ٌ في هذا الرّواق لا أثَرَ إلا لِخطوات ِ الشّعر. رِجال ٌ يتكئونَ على أبواب الحمراء كأنّهم قُذِفوا لتوّهم مِن أعالي السّفر كُلّ يُحاولُ أن يَجرّ الجنّة إلى بيته . نِساءُ ينْفُثن في عُقد ِ غرناطة والنّجوم تفكّ جدائلها فوقهن ّ. لكن ، جسدي حَزينٌ هذه اللحظة _ هل أقولُ إنني لم أولَدْ بعد ؟ لا تَجِئ لا تجئ أيّها الغد ، تمهّل ، انتطرنا حتّى نعرف كيف نراك ، حتى نتعلم كيف نَسْتَقْبِلُكَ . . أدونيس ... |
الساعة الآن 08:56 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.