|
يبدو النسيان طاقة تفجّر كل قدراتك .. فتثب مع شروق الشمس .. تسأل الصباح نهاراً مُختلفاً .. يبدو كل شيء متوائماً معك .. ومتفقاً مع كثافة رغبتك في الحياة .. يمنحك أمنيات يئست منها .. ويحقق لك أحلام هجرتها .. ويشعرك بالرضا .. يطهرك من جروح الماضي .. ويأخذكّ إليه .. فتحيا في كنف .. الحاضر .. بيقين الأتي .. المختلف ..! |
لم أختر النسيان .. ولم أرتقب زمنه .. هو جاءني هكذا كتباشير الصباح .. كالغيث .. كرائحة العشب المبللة بالمطر .. كأضواء الأتي .. أصبحت عوالمي .. ساحرة .. تنبض بالمشاهد المدهشة .. حتى الصدف كانت كريمة معي .. منحتني أجملها .. لاأدري .. ولكن كل ماحولي أصبح مفعماً بنبض الحياة ..! |
نبض الحياة الذي أغفلته عمراً بإرادتي .. لأبقى مستكينة في زمن ماضٍ .. وحلم وحيد .. جفت كل غصونه .. وأنا ألوّن مرايا الوقت .. والوقت جاحد .. أنظر الأيام وهي تتسرب مني .. وأنا مستسلمة حدّ اللاحياة .. دون الموت .. لاأدري .. كيف إستعدتني .. لأعود فراشة ملوّنة تهيم في مساحات الجمال .. تتأمل الأشياء بعين العائد من سجن طويل .. وتبتسم حتى للظلال ..! |
كل شيء يوحي إن الفرح قادم .. بروح هذا الصيف الذي انبعثت من رماد الوقت .. لتهديني مع بدايته النسيان .. وتمنحني أجمل الصدف في منتصفه .. أشعر بأنّ الهدية الكبرى قادمه .. كيف ستكون ؟! لاأدري ولكني أنتظرها بشوق المحب .. ولهفة العاشق .. ويقين المؤمن .. أعلم إنها ستعيد ترتيبي ونبضي بشكل أو بأخر ..! |
وربما تعيد خلقي وقلبي .. وترسم على ملامحي نشوة الأتي .. بكل حب ..! |
أشعر بأنفاس الحروف وهي تتطلع إلى الدرب .. وتهيم بعطر أتي .. تحاول تبينه .. تمد أنامل الأبجدية .. لتكتبه بشيء من الجنون .. والكثير من الحب .. ممتلئة أنا بالإنتظار .. مفترشة اليقين .. متمسكة بكل الأماني .. أرسم الأمل .. وأبتسم .. ! |
ويضحك قلبي ..! |
لاأدري .. كيف تواطىء الصيف في نهايته مع الذكرى .. فأتاني به .. في صدفة .. مجنونة .. ربما ليختبر قوة النسيان .. ولتفرض الذاكرة هيمنتها عليّ في محاولة أخيرة .. إنتزعتُ نفسي من اللحظة .. ومضيتُ دون أن ألتفت .. وتساءلتُ بيني وبيني .. هل كان هو .. أم طيوفه ..؟! |
| الساعة الآن 03:35 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.