قُلّْ ماتشآء ..
واذهبُ حيثُ تشآءَ ..
واصرُخ إلى لامدى ..
واغضبْ إلى حيثُ لامُنتهَى ..
وأحزن كَمَا يحزَنُ التُعسآءُ .. البؤسآء !!
لكن ..
لاتنسى أنْ تعودَ إلى حيثُ سُكُون
فأنَا بإنتظارك
وفيةٌ جداً هِي ..

https://youtu.be/27Q3b8tvxak

وأنَا عاشِق الصحرآءِ
والسراةِ وتهامةَ والحجاز
وأرضُ الجزيرةِ مِنْ حَدّها إلى حَدّها
سمَآؤُها وأرضها
وهوآءٌ إستقَرَ أو عَبَرَ بِها
وتِلكَ الروضةُ الخضرآءُ بِمسجِد سيدِ مِنْ وطئ الثرى
وكعبتُهَا وحَرُمهَا
وحصبَآؤهَا وأوديتُهَا وشِعبها
ونجدُها وسهلها
وكلّٰ شئٍ بِهَا

هُنَاكَ شئٌ أجهلُ كُنههُ
وأخشَى سِرّه
ولكنِّي أشّْعُرُ بِسعادةٍ لِبزُوغِ نجمهِ
ودورانُ فلكهِ من جَدِيد

كُنتُ أقرأُ ماكتبتهُ يوماً
صفحاتٌ تتلوها صفحات
وذكرياتٌ تتبعُها ذكريات
ورأيتُني منذُ سِنين !!
توقفتُ أمامَ ذِكرى وروحٌ ومشاعِر راحِلة
إنَّها الأيامُ تمضِي بنا إلى حيثُ لانعلَم

قالَ : سأمضِ إلى قَدرِي
قالت : أيَا !!
أعِدْ أيامِي إليَّ ثُمّ إمضِ في تَعرجاتِ الطريق
قُالَ : وإنْ كُنتُ لاأملِكُ الأيامَ وأجهَلُ الطريق
قالت : إذاً فاتبعْ رُوحُكَ فإنَّها ستُعيدُكَ إلى جادَّةِ الطَرِيق
قالَ : وإلى أينَ ستهدِينِي رُوحِي
قالت : ستُعِيدُكَ إليَّ
قالَ : وإنْ لمْ تُعِدْنِي !
قالت : رُبّمَا تتوهُ فِي تعرجاتِ الطريقِ فتُعِيدُكَ إلى حيثُ أكُون ..

https://youtu.be/T579fhWZQpo

قالَ جَدَّي أنّ أباهُ سألهُ جَدُّهُ نقلاً عن مَن تقدَّم مِنْ أسلافِه
أنْ يسألَ حفيدَهُ إنْ أدرَكَ عَصرَهُ
إنْ رُفعتْ رايةُ مَجدٍ ورُفعتْ رايةُ غَدْرٍ وامتزجتِ الرايةُ بالراية
وغشِيَ العيونَ غمَامة
فجهِلتِ العيونُ إيهُمَا الراية
فماذا تفعَل ؟
قُلتُ مانقلُ سؤالٍ أعظمُ أمانةًَ مِن رفعِ راية
صوتُ الحَقِيقةِ يعلُو فترتفعُ الراياتُ والراية
وأنَا مُعْ رايةِ المجدِ لا أعدو
جسداً أحيا أو أُصبحُ بعدَ موتِي آية

أبحثُ عنِّي فِي كُلِّ الزوايَا حولِي
وأبحثُ عنِّي فِي دهاليزِ عُمري
وأبحثُ عنِّي فِي سمآئِي وفي أَرضِي
وفِي كُلِّ شئٍ يوماً قَدْ يَعبُرنِي
وأسفاً وأعتذِرُ منِّي لمْ أجِدُنِي

أَيَا أعَاصِيرَ الزمنِ التِي لَمْ تَزَلْ تعصِفُ بِهدوءِ أيامٍ ثُكلَى
إرْحَلي إلى مكانٍ يَخلُو مِنْ كُلِّ ذِكَرى
ثُمَّ أعيدِيهِ فرُّبمَا ينّْسى ظُلمة ليلٍ ورياح خوفٍ
وبقايا مِنْ أمسِهِ الذي قَدْ مضى