منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد العام (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   [حروفهم معنا ] (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=12103)

عبدالعزيز رشيد 08-11-2008 01:32 PM

الكاتبة:Chilli
العنوان:الدرس: مايكل فليبس... الصفحة الجديدة


http://www.mrkzy.com/uploads/8f1d1d8549.jpg

تقول السيرة الذاتية لهذا الشاب الوسيم, انه ولد في بالتامور(ميريلاند) يوم 30 يناير 1985 (23 سنة). هل يجب أن نحلل صفاته الهوروسكوبية لنعرف ان كان هناك من يشبهه تبعا لقناعاتنا بما تحمله الأبراج يا ماجي فرح؟!


في طفولته شخصت حالة مايكل كواحدة من حالات قصور الانتباه وفرط الحركة (Attention-Deficit Hyperactivity Disorder )حالة تعرف بأنها نفسية تتسبب في تصرفات نمطية وعدم قدرة على الإنتباه أو اتباع الأوامر والتلهي بأبسط الأمور!

في عمر التاسعة انفصل والد مايكل (شرطي) عن والدته (مديرة مدرسة متوسطة) بقي مايكل واختاه مع والدته.
بدأ الإهتمام بالسباحة منذ عمر السابعة وكان هذا نوعا من العلاج لطاقته المفرطة بالإضافة إلى تأثير اخته الكبرى التي كانت سباحة وطنية.

في سن العاشرة كان بطل السباحة الاول لهذا العمر في الولايات المتحدة!
في الخامسة عشرة شارك في اولمبياد سدني ليكون أصغر امريكي يشارك في بطولات السباحة منذ 68 سنة!

لم يحرز اي ميدالية..لكنه بعد هذا الحدث بخمسة اشهر فقط كسر الرقم القياسي العالمي للـ 200 متر فراشة وهو لم يصل في السادسة عشر بعد!

استمرت البطولات ليكسر الارقام القياسية الواحد تلو الأخر ويحرز 8 ميداليات في سدني 2004.
هذا الشاب ليس قديسا ولا منزلا, فقد اوقف في عام 2004 بتهمة القيادة بسرعة عالية تحت تأثير الكحول.. عوقب على ذلك كأي مواطن عادي فلم تشفع له ارقامه القياسية ليتسبب في قتل أحدهم, وحين سأل تحدث عن أسفه لهذه الحادثة الانفرادية والتي جعلته يشعر بالإحباط والخجل لأنه خذل نفسه وعائلته ..و قال: أعتقد أنني خذلت الكثير من البشر في وطني!!*






الليلة كان يكسر رقما جديدا! ويحرز ذهبية جديدة! ويرفع رأسه شامخا, ويرفع علم بلاده عاليا!


في غرفتي كنت ابتسم وأصفق له, كنت أشعر بالفخر رغم أني لست امريكية ولا أنتمي لأمريكا, جعلني اشعر بالفخر لأن انسانا مثله استطع ان يفعل كل هذا. جعلني افخر بإنسانيتي..

حين رفع رأسه خارجا من حوض السباحة, كان يبحث وسط الجماهير, وحين رآها ابتسم ولوح لها.. كانت أمه تقف له وتصفق..

بين الجمهور كان بوش الاب وبوش الأبن وزوجاتهما والحفيدة, يحملون اعلام صغيرة كالتي يحملها الجميع في المدرج, وكانو يجلسون على كراسي الملعب البسيطة, وينتظرون بإنتباه لهذا البطل الثروة, لهذا الشاب الفخر.. رئيس الدولة ورئيس سابق وعائلاتهما يحضرون سباقا مائيا ينجزه شاب طموح ليحصل على ميدالية ذهبية يحملها ليعود إلى مدينته..

الصين العظيمة لم تخصص "كنبات" بتيجان خشبية عظيمة لرؤساء الدول العظمى ليجلسو بين الحرس وهم يتابعون الحدث وينتظرون الكاميرات لتأتي وتشيد بذكائهم العبقري الذي قادهم لحركة "التواضع" الخطيرة تلك ليتعطفو على هذا الشخص العادي!
كاميرات الصين العظيمة كانت تبحث مع مايكل عن أمه, وحيت اشبعت فضولنا برؤية هذه الأم المعجزة, عادت لتعلمنا بأن بوش و والده كانا يقفان احتراما لسباح بلادهم.

بوش الرئيس لم يتردد في إتمام ما قرره في جدوله اليومي لهذا اليوم. بعد أن علم بخبر مقتل أحد الرعايا الأمريكان أمس.

كل هذا العلم..كل هذه الدروس.. في صفحة واحدة قرأتها لنا أمريكا خلال دقائق قصيرة جدا بينما كان "مايكل فلبس" يشارك في بطولة سباحة اخرى!

شكرا أمريكا


* ويكيبيديا

ناديه المطيري 08-23-2008 05:37 AM

سطور ملوّنة
 

يحدث أحياناً بينما نتجوّل بين طرقات " النت " نلمح قناديلاً من بعيد لـ نقترب علّها تضيئ عتمة الذائقة

أو ربما تتناثر زهرة هنا وهناك ,, نقترب منها لـ نقطفها وننسقها في آنية الذاكرة لنجمع أكبر باقة ورد ونلون أرواحنا

ويحدث أيضاً , أن تتسلل سطور من نور بين خدر الغمام في سماء أرواحنا لتشكّل لوحة بديعة نحدّق إليها ملياً ,, بحدقات متّسعة وأفواه فاغرة ,, ونغبط الفنانين الذي قاموا برسمها


ربما ترغب بحمل قنديلاً لمشاركة الآخرين الضياء


أو أن تأخذ وردة من تلك الآنية لتقدمها لشخص ما يود أن يتشح بـ شال ملون مغزول من قوس قزح


أو أن تحمل تلك اللوحة وتعرضها للمارة في الطرقات لربما توقفوا ومدوا أكفهم علّ شعاع ينسل من بين أصابعهم نحو أرواحهم


لا أعدكم بأن أشارككم بـ أنفاس معروفة بقدر مايهمني أن تكون جميلة وإن كان الاسم مغموراً


فـ لنتشارك في تلوين/ تهذيب الذائقة ...



صباحكم قوس قزح ...

ناديه المطيري 08-23-2008 05:41 AM

سـ أقدم لكم ذائقتي وما تحمل من ورود متناثرة





( ميــــلاد ) بين ( قوسين )

للكاتبة السعودية / هيلدا اسماعيل





هل سألنا أنفسنا من قبل ونحن نخطُّ خطاباً .. أو رسالة أياً كان نوعها .. لماذا نكتب بعض العبارات بين ( قوسين ) ؟؟ ..

هل كل ما بين قوسين مسجوناً بينهما ؟!!.. معتقلاً في عصر الحرية .. أو مدنياً في عصر القبلية ؟! هل كل ما بين قوسين هاماً قدسناه .. عاماً احترمناه .. أو عامياً خجلنا منه ؟! هل هو أسماء نحبها فاحتضناها .. نكرهها فعذبناها .. أو نخاف منها فشددنا وثاقها ؟! هل كل

بعد ميلاد الميلاد

انتصبتْ قامتي الجنينية

تكوّمتُ على صدْر أمي بدلاً من رحمها

أرضعتني جدتي الحنانَ زاداً..

أجترُّ منه كلما تضوّرت جوعاً

كلما ابتلعتني الغربة ..

وظل قلبي يرشف من دمها ..

ويتدحرج على ساعديها

حتى تكثَّفت ملامحي ..

اتَّسعتْ عيناي

واستطعتُ أن أركضَ بذراعين مفتوحتين

أرددُ بقلبٍ عال ٍ:

( أبداً جدتي سننزفُ الحكاياتِ معاً )

بعد ميلاد التمرُّد

تغيبتُ عن الصفوف المدرسية

أحرقتُ دفاتري الملونة

سكبتُ الماءَ الباردَ على حقيبتي

برَّيتُ الأحلام َ حتى أنهكتها ..

ذابتْ ممحاتي من مسحِ الأخطاء

تكسَّرتْ أسنانُ مسطرتي من الاستقامة

التهمتُ الطباشيرَ البيضاء ..

غمرتها في غضبي

مزقتُ مريولي المدرسي..

حددتُ شفتي

أبرزتُ أنوثتي ..

على السبورة الخضراء كتبتُ:

(بعْثــِروا ضفائري .. لم أعد طفلة)

بعد ميلاد الحب

قرعتَ بابَ قلبي بقوة..

كمن يحمل خبراً سعيداً

كنتَ ساحراً ..

شرساً مثل طائرٍ هَجَرَ أجنحتَه..

ليطيرَ باتزاني

ملتصقاً بي .. مذعوراً من أن أضيع ..

فيسقط

وتسقط معه مشارفُ الوصول

حاصَرَتني .. بصوتكَ .. وهاجسكَ

وخاتمكَ الذي طوَّقت به إصبعي

نَبَشْتَ في جسدي كمخلب ٍجائع

تمَدَّدْت َعلى ساحتي ..

أحلتني إلى امرأة تمـوء عشقاً

و في كل لحظة تصرخ :

( لازلــت تسكننــي )

بعد ميلاد الاعتراف

اعترفتَ لي ..

أنك تشبهُ الضوء..

تبعث نورك لتملأ المكان

تخترقُ السجاد ..

الستائر والأثاث

تسيطرُ على الرؤية ..

تختزلُ المسافات

و بأنكَ لا تمارسُ الإخلاصَ..

لأن من طبيعةِ الرجل الضوء.. الانتشار

والتسلل في فراغ الإنــاث..

ليصطدم بالجدار ..

راسماً عليه اعترافك :

( أنـا لا أضيء إلا في الأجسـام المعتمـة )

بعد ميلاد الانتظار

انتهى الاحتفال بعيد مولدي

انتهت سنة أخرى من عمري ..

ابتدأت سنة جديدة

استيقظتُ فجراً على حمَّى أنفاسي ..

على حمى عام ٍ..

يبشرُ بالوحدة من جديد

انتزعتُ جسدي من الأريكة

خلعتُ جوربي الحريري ..

مزَّقتُه بأظافري

علَّقتهُ على باب ذاكرتك

حلَلْتُ شعري من وثاقه ..

نثرتهُ على صدر الوجع

ألقيتُ نظرةً على الهاتفِ الصامت

على البابِ المقفل منذ دهر

على مراسمِ الاحتفال الشاحبة

كلّ شيء كان خاوياً منك ..ومن الآخرين

أطفأتُ الشموع المثقوبة

مسحتُ المرارةَ من على المرآة

التقطتُ أحمرَ شفاه مهملاً..

ببخار أصابعي كتبت:

( لقد كنتُ البارحة في أبهى عذاب

كنت بانتظارك .. ولكنك لم تأت ِ )

بعد ميلاد الصدق

وهبتكَ صدقي عارياً كثوبٍ بلون الماء

تناولتَه من يدي ..

رسمْتَ عليه طريق احتضاري .. خطة نهايتي

شكلَ الخناجر .. و الطعنات الخلفية

و هناك .. فوق خزانتك .. في أحد أدراجك

تساقطتْ دمائي حبراً أحمر ..

احتضرَ قلبي خوفاً

استخرجتَ لي شهادةَ وفــاء ٍكان سببها :

(سكتـة صدق ٍ مفاجئـة )

بعد ميلاد الموت

عندما أرحل

عندما تتبخر روحي .. وأرحل

عندما تنهال على قبري آخر حفنة تراب

اقرأْ ورقتي هذه وأصدرْ حكمَك

فإذا قررْتَ أن تمزقها بين أصابعك

سيتمزق صوتي

وستسمع صدى وجعي

وإذا قررتَ أن تغمرَها بلهفة قلبك

سيشتعل القمر .. وستنبت أكاليل الياسمين

لتفترش مقبرتي وتحفر عليها:

( هنا .. ميـلاد .. ترقد بسـلام )






* ميلاد ,, هو اسمها المستعار في النت قبل ان يعرفها القراء من خلال المطبوعات

ناديه المطيري 08-23-2008 05:44 AM

كأس مكسورة ..للآخرين !


للأديبة الشاعرة/ سعدية مفرح






تاريـــــــــخ

وضعتُ الورقةَ على الطاولة

وأمسكتُ بالقلم الرصاص

لأكتب نشيداً في مديح الحرية ونبذ العنف وحق الأحياء المطلق في الحياة

عندما انتهيتُ

بدأ غناء ثلاثي للورقة والطاولة والقلم

يحكي تاريخ ثلاث شجرات قضت نحبها دونما سبب مقنع !

هدايا متبادلة

عندما تهترئ ثيابُ السماء اليومية في الليل

تهدي الأرضَ عبر ثقوب الأثواب

بعضا من جسدها المخبوء

نجوما متلألئة !

ماذا تهديها الأرض

عندما تهتريء ثيابها اليومية في الليل

غير دموع بشرية ؟!

صداقات

في النهارات المتشابهة

تنمو الشوارع حد الشيخوخة

وفي الشوارع المتشابهة

تنمو الصداقات حد الصبا

وبين نموّيْن نتوق لصداقات متشابهة بين النهارات المختلفة والشوارع الفتيّـة .

وحـشة

الصحراء ؟!

يا لوحشة البيت المتسع

وفراغه البائس المخيف .

الصحراء إذن ؟!

يا لوحشتها في فضاء المدن التي تعرض وتطول شوارعها بسرعة

والطائرات التي تطير على بعد منخفض

وهؤلاء الذين يفضون بلاهتها القديمة

من أجل عطلة نهاية أسبوع خالية من التلوث .

كأس مكسورة

يخلط ألوانه

كلما لاحت له عينان صالحتان للرسم

أو ذيل فستان ملون

أو منقار حمامة

أو حتى كأس مكسورة .

يضرب فرشاته النزقة في سديم البياض الممدد أمامه متحديا

كلما اتسع الفضاء وتناءت العلامات الفارقة .

يرســـــم

كلما ضـج صدره ببكـاء محبوس .

مرآة مستلقية

البساتين التي دأب على رسمها مؤخرا

لا أشجار فيها ولا تجري من تحتها أنهار الحليب والعسل .

البساتين التي يرسمها

لا تستوعب فضاءاتها إلا اللون الأزرق الباهت

وكأنها مجرد مرآة مستلقية على ظهرها

باتجاه السماء الملبدة بالأشجار التي تضن علينا بثمارها الفائرة النضج .

عتــــــــــبات

ما بين اليقظة الكاملة

وولوج بوابة النوم رويدا رويدا

تتعبأ بالأفكار والحكايات والذكريات والحوادث اليوميــــة .

ما بين لجة النوم

ولحظة الاستيقاظ رويدا رويدا

تفرخ القصائد العظيمة والصـور الشعـرية الباذخة .

على مكتبك ...

ما بين الورقة والقلم

تنسى الكلمات

وتهرب القصائد

وتتلاشى الصور !!

صديــــــــق

بائسٌ مثل رصيف ممطور

مرهف مثل أغنية صباحية لفيروز

غاضب مثل شاعر خمسيني

مزدحم مثل جريدة يومية

و ....... كذوب جدا

مثل أي صديق حميم .

فائـــــــــدة

عندما جف ماء النهر

صار وادياً له ذكريات مبللة بالفراق

ولكن ضفتيه التقتــا لأول مرة

وصار لهما مستقبل متســــع رغم يباسه الجديد .

حـظ

يا لحظّــهِ ...

كان يرتب أحلامه

حين فاجأه التحقق !

يا لحظّهِ ...

كان يفرح بالتحقق وتبعاته الباهرة

حين فاجأه التلاشي المهين !

يا لحظّهِ ...

كان قد مات فعلا

حين فاجأته القصيدة !!

نسبية

أسود وابيض

بارد وساخن

عال ومنخفض

بعيد وقريب

........... إلخ إلخ

نبحث عن أحدهما دائما

وفيما بينهما تبدأ يومياتنا

وتنتهي .

رجــــــــــل ما

كلما تبخر ماؤه إلى الأعلى

كَثُرَ المطر

بحرا لا يجف .

شـــــــــــــــجاعة

لتعلم الشجاعة طريقة واحدة

أن تصر على حب ما تشتهي

بقوة قصوى .

ســـــــــــــادة

موتى يتناسلون

يتبادلون بعضهم

روحا بروح

وجثة بجثة

يمضون إلى موائد القبور متخمين

وينسون .

محاولة بدائية

يحاول دائما أن يكتب وصيته

لكنه يتراجع في اللحظة التي يسميها الأخيرة

ويبرر :

لا شيء يبدأ من النهاية

أو ينتهي في البداية

أشياء كثيرة لدي تحلم بحريتها الأولى

وهي تقف مشدوهة على حافة نهايتي

تستحق البقاء هكذا ..

بانتظار اجتماع الورثة الأول

بثيابهم السوداء

وعيونهم البراقة

وآلاتهم الحاسبة !!.

* * *

يحلم كثيرا بكتابة وصية خرافية

يكتبها عندما تكون حقيقة مؤجلة

لا مشروع ورقيا

يعني أن تطير مثل بساط الريح

وتتركه واقفا على شاطئ البداية

مثل مالك الحزين

يلتقط الأسماك بمنقاره الطويل

ميمما شطر البحر .

* * *

يتلاشى على سرير الفراغ

يستبدل كميات الدم والمصل الداخلة فيه

بحياة خارجة

لا يدري أين

تنسرب خفية بلا ملامح

ولا تترك وراءها سوى ما يطيح بالذاكرة .

* * *

يبتسم وهو يكاد يسمع أغنيته المفضلة تنساب في بداية النهار من غرفة الممرضات

ينقر بأصابعه النغم الموسيقي على سطح الخزانة الصغيرة

لكنه لا يسمع سوى أغنيته المفضلة

وثرثرة الممرضات الصباحية .

* * *

الذين يقودون سيارات نقل الموتى

يدخنون سجائرهم عندما يرغبون بذلك

ويقفون أمام إشارة المرور الحمراء

ويسمعون نشرة الأخبار

و يعرفون عنوان حمولتهم

لكنهم لا يعرفون اسم المتوفى

................

..........................

أنهم يحتفظون بالأوراق الخاصة بذلك على أية حال .

* * *

أوراق الأشجار لا تتساقط في الخريف !.

ناديه المطيري 08-23-2008 05:56 AM

صدرٌ يتنفّسُ وجهَ الرّيحِ


بقلم الكاتب / إهمال ( أحد كتّاب النت )





بعدَ قليلٍ سوفَ تَهزّ وسطَها؛
لكي تتقلّصَ ملامحي, خلفَ غبارها الكثيف
ويتفتّت اسمي, داخل حُجرتِها المُتورِّمة
كالعادة..
ستهزّ وسطّها؛
من أجلِ أنْ أشعرَ بالنّعاسِ
كالعادة..
ستُمسكِ بيدي؛
لنذهبَ مَعاً
فأنامُ على خدِّها, قبل موعدي المُحدّد

أُحبّها حدّ الهوس
لكنّها كالعادة أيضا..
لا تعترفُ بأنّني ابنها البار
أو أنّني مطرٌ يطيرُ فوقَ السّحابِ
فما فتِئت, تعتبرُني مُجرّدَ صرخة بُؤس
كلقيطٍ, يُحدِّقُ في سقفِ مسجدٍ؛
ينتظرُ سُوءَ الظّن
كابنِ باغية يركضُ في الأزقّةِ المُعتِمة؛
يُفتّشُ عن كرامةِ أجداده

ترفضُ وفائيَ لها
كما لو أنّني عدوّها
الذي لايحفظُ العهدَ
لن تَعترفَ بأنّني أحد أبنائِها
تلك هي اللغة....
التي ترفضُ الانتحارَ بين شفتيّ
اللغةُ التي تغصُّ في فمي
فيتساقطُ تاريخي من صدرها, حرفا حرفا
فوق أكتافِ الغُرباء
الذينَ لن يلتفتوا نحوي
يرحلونَ كالطفولة
لم يأْبَهوا يوماً
بحُزنِ تراب الوطنِ التّافه

لذا سوف أكتب للغرباءِ
وإلى وجهِ الرّيحِ وأبي
سأكتب دونَ أنْ أُحرّك لساني
فأنا مُنذُ ولادتي ثابتٌ, كالظّلم
تائهٌ, كالحقيقة
لم يعد بإمكانيَ أن أعثرَ عليَّ
فأنا المنفيُّ المُتردّد,
ككلمةِ حقِّ أمام سلطانٍ ساخط

ولأنّني أنتظرُ شيئاً لا أفهمه
باتتْ كآبتي كمسافةٍ بلاحد
تمتد
من صدري المُتّقد بالماضي
إلى موتي, الذي نسيني, ونام بعمق
لست أدري؛ لمَ أنا هنا؟!
وحدي ثابتٌ, كالأفق
في هذا الكون السّائر على عجل
في طُرقٍ مُتداخلة، مليئة بالثّغراتِ
ومثقوبة الأطراف
فكيف ليَ أن أرحل؛
وأنا لا أعرفُ أين طريق الموت؟!

لكنّني سأكتب للغرباءِ
وإلى كلِّ من لم تلده الفاجعة بعد
.......
سأكتبُ أنّي
راوٍ تجلى
امتطته قصيدة
وعبء النصائح
فصار ضجيجاً
بركْبٍ عديدة

ويصرخُ شعراً
يُحذّرُ أنّ السّماءَ ستسقط
فوقَ رؤوسِ العُصاة
وقلّما قال:
بأنّي أشكُّ
وبعد زمانٍ تبنّاهُ شكٌ
فكيفَ اصطفاه؟!

قد زارهُ صمتٌ يحثُّ الحِياد
فحبَّ الرّحيلَ ومقْتَ البلاد

وذاكَ أنا
وهذا المساءُ
ككلِّ مساء
وليس اعتباطاً؛
نسيتُ الهروبَ
والاختِباء

نسيتُ تقبيلَ
جبينَ الحنين النّحيل
جبينكِ أُمي
لأنّ شفاهيْ؛
تواري السرابَ
وأمضغُ حيناً
كلامَ الرّحيل

وأرفضُ أنّ هُناكَ زِحام
أوَدُّ الذّهابَ
إلى قبرِ جدّي
وظلِّ الخيام

لكنّني أنسى طريقَ الرجوعِ
وإنّيْ نسيتُ
صوتَ الأنين
وخطوتيْ ضاعتْ
تحتَ ركامِ السّنين

نسيتُ الهروبَ
وشكل الغيابِ
و ماذقتُ يوماً
دموع الإيابِ

ومازلتُ عارٍ, إلا من تُرابي
فمن يتبرّع
يُعيد إليَّ ثيابَ شبابي

أعيدوا إليَّ
حبل حِذائي
ولون الحقائب
أوَدُّ الذّهابَ إلى رأسِ جدّي
لكي أنسى أنّي
ربيبُ المصائب



أيّها الغرباء, هل أبي بينكم؟
أُحبّ أن أخبرَه
بإنّني حقاً تنتابُني رغبة بالرحيل, والاندثار
لكن
وقبلَ أن أختلَّ, كقلبي
وقبل أن أتبخرَ, كطموحي
وقبل أن أضمحلَّ, كسيجارتي
بل قبل أن أتلاشى كُليّاً
بودّي أن أخبرَ أبي, إن كان بينكم
بأنّني لم أُنفّذ وصيّتَه

أبي لم يسمعني طوال وفاته
لكنّه نطق
قبل أن ينام
تحت جناحِ ضوءِ الغرباء
قال:
يابني.. اِحذر أن تتعلّم الصّدق
ثُمَّ إنّ بالكذبِ نجاتك
وإيّاكَ أن تلمسَ نور الشّمسِ براحةِ يدك
ستحترق يابني .. فإيّاك أن تفعل

أبي ماتَ باهتمامٍ بالغ؛
لكي يثبت لأسياده أن قوافل الوجل تَتَدفّقُ من قلبِه
أبي الذي رحل دون أن يعلم
أنّي نسيته؛ قبل أن يحلمَ بي
وأنّ اللغة أعلنت بمكبرات الموت, بأنّي كابوسٌ مُزعج
وأعلنت, أنّها سوف تلعنُني للأبد
وهذا ليسَ مهماً
فأنا أؤمن أنّ الصّباح ينامُ في عينيّ
لذا عليّ أن أفعلَ المُستحيل
سأركض باتّجاهٍ ما
في يومٍ ما
كإشاعة
لأهربَ بعيداً عن فمي
وحلم أبي
لعلّي أنعتقُ ببطء
من كوني إهمال
يشعرُ بالخوف



...

..


.

ناديه المطيري 08-23-2008 06:02 AM

هكذا .. أحببته !


بقلم / لينْ ( كاتبة سعودية تكتب في المنتديات )




وصباحُكِ قصيدةُ عربية , تلّوح للعابرينَ بلاءاتها
لاءُ مُخضبّةُ بعنِف القِتَال
ولاءُ مُهربّة على حدودِ أرضِ المَقدِس
ولاءُ يفوحُ منهَا عبقُ الشُهداء على ناصيةِ الجَنّة
ولاءُ تزوركِ لتنتشي بكِ .. يا أنثَى الحروب والقتِال فِي دمِيّ
يا مِدفعاً يؤازر الحروف .. فتنطلِق منه مُتألقّة مُتأنقّة .

أيّ الرجِال أنت ؛ الذي يُرسل لحبيبته صباح مُدميّ كهذا
أيّ الرِجال أنت ؛ الذي يُباغتُها بعنفِ القتَال وهِيّ لم تتنفسّ بعد ترنيمةِ الفجَر !

هكذا تَكُون صباحاتُكِ بيّ , رجُلاً يهتّم لقضايا عصرهِ ويتابعها بزهدٍ رجوليّ نادِر حتّى وهُو فِي حضرةِ الحُبْ
رجُلاً يأتي بأحلامهِ وأمنياتِه الباسِقة كطلعٍ على أرض الرافدَينْ, ويرتبَها وهو يعدُو من أراضيّ حيفَا اليانِعَة , ويناغِيها حين أفل المطَر تحتُ وطأةِ الاحتِلال الأنثَويّ .. على أرضنَا , أرض الحب التِي تهتّم بها كأشجار الزيتُون المثمرَة .

يا الله من حُبكَ هذا ..
الذيّ جعلَ الطُفولة تتسلقُ بحرفيّة دونَ سلالِم إلى رُوحِيّ , وآثَر الفَرح لقلبِيّ دون طَرقِ لبابِه
وجعلَنِي أشبههُ , أشبهه حِين يلتهم الكُتب بِلا موعدٍ قرائي سابقْ
والذيّ جعلَ هداياه لا تخلُو من أدبٍ عَريق , وقُصاصات عشقيّة ملونّة يكتبُها بشيءٍ من الضحكَات !

أُحب منافستَك فِيّ هذا , على الرغُم من خساراتي المُتكررة
حِين نتفق على الانتهاء من أحدّ الكتُب التي تجبرني على قراءتها ..
فيبدو السبب متجلياً في تأخرّي الدائم ؛ أنيّ اقرأها بعنايّة أكثر من اللازِمْ , أحُب الولوجُ في الحرف من مدخلٍ نازِي عند أيّ شيءٍ تقرأه مِعيّ .

أُحب اهتمامُك بِيّ , حِين أرفضُ فِعل هذا !
تهديداتُك المُضحكّة ونزاريتُكَ المُبجلّة شَوقاً , تجعلني اهتمُ بيّ دُون رفض ..
أحب الصبُح بِك حِين تقوله قصيدةِ , وأنا أعلمُ أنّ لا أحدّ يُجيد قولَ الشعر الفصيحِ كأنتَ حِين يغدُو إلقائُك كقطعةِ لازوردِيّة نادِرة , نادِرة وأقسِمْ.

كِيفَ لكَ أن تُحِيل كُل الأشياء الحزِينةُ في داخلي إلى بساتين مُزهِرة , حِين تُحِيل أحاديثنا إلى آفاقَ بعيدّة أكثر طهر وبياض , حِين تقول الأشياء مُختِلفَة وأنا أنظر بأنوثةٍ لا يُجيدّ احتضانها غَيركْ ..
كَيف لك أن تجعلنِيّ مُطمئنّة آمنَة , وغِير مُكترثّة بمِن يُحب حروفكَ غيريّ !
حِين تُخبركَ إحداهُن , كَم أنا حضيضةُ بِك ..
وتخبرهَا أن لا دُور للحظ فِيّ هذا , وَأن لا مكَان له فِي أبجدياتُكَ
وتُكمِل .. ! وأنا التِي لا أجيد فِعل هذا لا أُجيد قولِ العِشق بِك بينمَا أنتَ تهاتفه بِكل ما اؤتيتَ مِن جُنون

أُحب عيناكَ الدامِعة وهِي تقرأنيّ , وكأنكَ تقرأُ حروفاً لابنتِك التِيّ تُهوى الخوض في شيءٍ لا تجيدّه ,
تصحح هفواتها الصغِيرة , وتُملي عليها إعجابُك بِلا رحمةٍ عاطفيّة قدّ تُصيبها جرّاء ذلِك .

وأنتَ الذيّ تقول : أحبكِ أكثر من أدواتي الشعريّة التالِفة , وأكثر من كِتاب غادّة الذي أهديتني إياه ذاتَ عِطر , وأكثر مِن لافتِات أحمد مطَر السَاخِرة , وأكثَر من كُل الأشياء التي تدور في ذهنكِ الآن حِين أقول هذا " أكثرُ منيّ " " أكثرُ منيّ " !

كَم تبدُو الحُروف ضحلة باهِتَة , ولاذعَة أيضاً حِين تكون أمامك ..
كم أبدو فَزعَة برفقةِ الليلِ الشَقِي وكأنما كانت السماء تُمطرنا خوفاً لاهِثاً
كَم أفتقد لصوتٍ يغزونِي فرحاً ويُلجم كل ثقبٍ للنحِيبْ ..
كَم أفتقدُ العذوبةِ , الحناجِر وهِي تغنيّ لنا , الأبواق وهِي تصيحُ بالشوقِ الشجيّ
أيحدثُ أنْ يكون شوقيّ لكَ شجيّاً ؟
مجرداً مِن كلِ إفاقة مُشرقّة بنَا , ومُبهماً ضائعاً لا يعرفُ مرسى للأمَلْ
أيحدثُ لرجُلِ مثلك أن أحبّته أنثاه بكل هذا الكم الهائل من الوجع ..
أحببتُك وجعاً يا أنت
وجعاً لا يغادِر الأفواه إلا بمضاضة الألسن
وكيف وأنت الذي أحببتها كمفكّر عظيم , وكشاب اعتبرته معجزتيّ الصَغِيرَة , وكطِفلٍ فائق المَرَحْ والمُزاحْ
وأنا التي أحببتك على استحياء , أحببتُكْ لينْ وشِدّة على ظهرِ الخَوف .

لا أعلم كَيف يكون الانتهاء منك في أمرٍ كتابيّ ؟
وحبّك الذي كاد أن يناغِي وجه القمر في صِباه .. يُلازمنيّ !

أتعلم ؟
أحببتك هكذا .. ببساطة !

قايـد الحربي 08-23-2008 06:38 AM

نادية المطيري
ــــــــــ
* * *



شكراً :
لسطورك و نورك
للونك و كونك .

:

بناءٌ يستحقّ اللبِنَة و سآتي .

ناديه المطيري 08-23-2008 06:50 AM

قايد الحربي


بانتظار لبنتك ليرتفع البناء شاهقا ً مغرياً لمزيد من العابرين

شكراً لـ عبق قدومك ..

.


.


الساعة الآن 05:34 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.