![]() |
لم يكن التخلّي عن الكمالِ نقصاناً!
كان محاولةً ناجحةً للتخفّفِ من عبءِ التخيلات الصاعدة نحوَ الشمس، حمايةً للبصيرة من وهج المثالية!.. كانَ اعتناقاً لِلبساطةِ في حلّتّها البهيّة، واقتناصاً عبقرياً للتغيير!. |
و لكَ من هذهِ الحياةِ، كبرياءُ الترابِ و تواضُعُ الطينِ!..
|
و لمّا انتصَفَ اللَّيلُ ، اكْتَمَلْتْ!
|
مُفتَتِناً بأصباغِ الغروب، و تدرُّجاتِ الموجِ ،
يتبخترُ الحاضرُ غيرَ آبهٍ بشيء، و يشي للعقلِ بكينونةِ السخرية، و عظمةِ المضيّ!. |
في الصباحِ:
افتحْ نافِذةَ قلبك على وَهجِ الشمسِ، وحكايا الغيماتِ التائهة.. اسقِ أصُصَ الزَرعِ باخضرارِ الأملّ الذي في أنامِلك.. انشُرْ نبضاتِ قلبِكَ على حبالِ المودّةِ ؛لا تخَفْ من الحبّ،و تَمَرُّدِ القلب!.. شُمَّ رائحة الخبز المحمصّ، وبخار القهوةِ الثقيلة ، وغُبارَ سُكَرِّ الكَعكِ على شفتيك!.. لا تبلعْ الغضبَ الذي يحيطُ جَسَدَكْ، اجمَعهُ في شبكةِ صيدٍ ضخمةٍ، وارمِهِ في سَلّةِ الغسيل،أو حوضِ الصحونِ! ارقصْ على نغماتِ هاتِفِكَ السريعةِ بِحركاتٍ بطيئةٍ، وبِبُطءٍ أكثَرَ تأنّق؛ما الحياةُ إلّا حفلةٌ صاخبة!.. امضِ في طُرقِ مجهولةٍ، اروِ ماضيكَ للمارّةِ الغُرباء:لا تنتَقِصْ من فَشَلِكَ، ولا تُبالغِ في انتصاراتِك!.. ضَعْ ما شِئتَ من بَسمَاتِكَ في جيوبِهم الفارغة، فَعلى قَدرِ عطاءِكَ تَرفَعُكَ الحياة!.. اشرَب كأساً من الشايّ المُفعمِ بحرارةِ القلب، والنَعناعِ الفوّاحِ.. واقرأ ما شِئتَ من كُتبٍ تُحيطُكَ: غيمة ، نافورة ماءٍ، جذع شجرةٍ، أو نصّاً عبقريّاً ! انتَظرْ الغروبَ بشكلّ جدّيِّ، كما لو أنّكَ تنتَظِرُ حبيباً طال غيابُه! احتضنِ تقلُّباتِ اللونِ، وعاطفيّةَ اللحظةِ، واصنَعَ من جَسَدِكَ قيثارةً يَعزِفُ عليها الشَفَقْ! حينَ ينتهي النّهارُ، ستكونُ لكَ مع الليلِ حكايَّةٌ جديدةٌ للغايةِ، مجنونةٌ للغايةِ، فاستَعِدّ من أجلِها!. |
لا يُمكِنُكَ أنْ تَشعُرَ بالخُذلانِ في الخريف!..
كلّ شيء يَهِبُ نَفسهُ لِأجلك.. الأغصان الصغيرة تدعوكَ لأنْ تعزفَ بـ لامبالاتِكَ لحن التكسّرِ فوقها.. الأوراق الملّونةُ تكسو طريقَكَ.. و السماء تغمرُكَ بقطعِ البياضِ الإسفنجيّة.. ما عليكَ إلّا أنْ تدخلَ في صُلبِ المُتعة!.. *. . في انتظارِ خريفٍ فارق! |
إنّني أقرأ حتى لا ألتصقَ بحياةٍ واحدةٍ، فَ يغمرني الاعتيادُ، أو يُسقِطني الألم!..
إنّني أقرأُ لأغيّرَ وجهَ الأيّام ، و ذاكرةَ الدفاتِر، و طعمَ الحبْ.. أن أبدأ بقراءةِ كتابٍ جديد ، يعني أن أبدأ بدهشةٍ جديدةٍ، أصدقاءَ جُدد، حب استثنائي، خوف و حزن لا مثيل لهما !.. أن أرتبط بذاكرة مكان لا أعرفه، أن أفهم داخل الإنسان أكثر ، فأستعينُ بالفهمِ على الكدر !.. أن أقرأ يعني أنْ أسرِقَ من بين الكلماتِ نوراً يضيء عتمةَ الليل ، و أنْ أحتفل بشمسِ الصباحِ بسعادة! |
جُبِلتُ من حُمرةِ الرّمانِ، فَ توَرّد قلبي..
أمّا أنتَ فَ ارتدَيتَ متانَة قشره !.. و تغاضَينا جيلاً عنْ بوادرِ الموتِ فينا .. لكنّ شريانَ الحياةِ ثُقِبَ حينَ ذَبُلَ تاجُ السكينة!.. حينَ طفِقتَ تعبثُ بِأزرارِ قلبي ، و تتلو أغنياتٍ مسائيّة بنكهة الحنينِ، و تُداعب أطرافَ صمتي.. و ظَلَلنا نُخطرُ شجرَة الرُمّان أنّنا على ما يُرام، رغمَ أنّها كانتْ تعرِفُ أنّنا لسنا كذلك ، و أنّك مزّقتَ قشرتكِ الى أثمانٍ، و سالَ قلبي بِحمرتِه و الوجع على التراب.. و وقعنا في غوايةِ الحبّات البلورية!.. و أيّ غوايةٍ أشرس من أنْ نصنَع قلبينِ على هيئةِ خيالاتِنا؟!. |
الساعة الآن 11:07 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.