منذ قرابة ثلاثين عاماً كنت أقرأ في كتاب بعنوان «مشكلة الحب» من سلسلة مشكلات فلسفية. وكانت الفكرة الرئيسية في الكتاب تتلخص في أن الحب أمر غيبي ينتمي إلى عالم ما وراء الطبيعة، وبالتالي لا يمكن تفسيره أو الكشف عن أسراره، فراقت لي الفكرة آنذاك، وعبرت عنها بهذه القصيدة المتواضعة. وقد وجدتها بعد أن عدت إلى دفاتري القديمة، فأحببت أن أخرجها إلى النور.

سؤال وجواب
د. طاهر عبد المجيد

حين التقيتُ بها هُنا
ما كنتُ أعرفُ أنَّنا

نصفٌ يطاردُ نصفهُ الــــ
ـــثَّاني لكي يتكوَّنا

وبأنَّ شيئاً ما سيخــ
ـــتصرُ المسافة بيننا

وتقودنا خطواتهُ
من غير أن نُستَأذنا

وكأنَّما هو صحوةٌ
من غفوةٍ طالت بنا

قَدَرٌ يجيءُ وما لنا
إلا لهُ أن نُذعِنا

سألوا فقالوا ما الذي
أَغراكَ فيها قُلْ لنا

لِمَ لَمْ يكن أيُّ اختيا
رٍ آخرٍ لكَ ممكنا

إذ لَمْ نجد فيمن تُحــ
ـــبُّ من الخصالِ الأحسَنا

فأجبتهم ببساطةٍ
الأمرُ يبدو بَيِّنَا

حتى وإن بقي السؤا
لُ بلا جوابٍ أزمنا

إن كنتُ قد أحببتُها
وكأنَّها كلُّ المُنى

فلأنَّها هي من هي
ولأنَّني أنا من أنا

أختي الشاعرة المتألقة والكاتبة رشا عرابي:
أشكرك على هذا المرور الجميل بالقصيدة. فعلاً كما قلت لا يحتاج القلب أن يبرر نبضه ولا يستطيع. أحسدك على قلمك الذي ينبض شعراً كما ينبض القلب حباً.
أتمنى لك مزيداً من الإبداع والألق. تحياتي.