رب بطالة منتجة
 

هذا البرنامج ناجحٌ و رائعٌ ، و له جمهوره ، و نجاحه الإعلامي ظاهرٌ ، و هناك برامجُ وظيفية تقومُ على التسويقِ و مِن ثَمَّ التخريقُ قبل التحقيق ، و إلجاءُ العُروضِ للتوثيقِ دون توثيقٍ ، و لا يخفى على أحدٍ حالها .
حينَ يأتي شخصٌ بفكرةٍ لمشروعٍ صغيرٍ يُريد دعماً ، قرْضاً ، لينهضَ بالمشروعِ على سُوقِهِ في سُوقِه ، يجد ترحيبَ الذئبِّ المُضئِن نفسِهِ ، فيُطلَبُ منه أن يدرُسَ جدوى مشروعه ، تفصيلاً لتفصيلِ التفصيلِ ، حتى لا يجدَ شيئاً فيُعتذَرَ منه ، و إن قُبِلَ كان في قائمةِ الحفظِ ، و المحفوظُ ملفوظٌ ، فمثل هذه الحال ستجعلُ الكثير يحتفظُ بأفكارِ مشاريعه في داخلِ عقلِه ، لأنَّها سِرُّ نجاحه و فلاحه ، و إن أخرجها سُرِقَتْ منه ، و إن قُبلَتْ قُتلتْ .
فيعيشُ في بطالةٍ عن عملٍ ، و إبطالٍ لفكرٍ و إبداعٍ ، فلا هو الذي أعطيَ وظيفةً ، و لا هو الذي أُعطيَ دعماً ، فلا مجالَ إلا السكوتَ على هذا ، كما قالَ المعرِّي :
تناقضٌ ما لنا إلا السكوت له
و نستعيذ بربِّنا من النَّارِ

فاطمة العرجان
طريقة الحديث رائعة .. :)
على الرغم أنني سأنطلق من جهةٍ أخرى .
عندما تسأل أيّ شخص في بلدٍ ما من بلدان الريادة العالمية بجميع أنواعها سواءً كانت تلك البلدان رائدة عسكرياً ، رائدة إقتصادياً رائدة ثقافياً ، أقول عندما تسأل أي شخص عن أحلامه تجده مربوط بأحلام بلده مباشرةً لأنّ البلدان بالنهاية عبارة عن أرض و بشر ، قد يقول البعض أنّ البلدان لا تكبّلهم أقول لأنهم لا يريدون التكبيل ولأنهم يريدون النهوض ببلدانهم فلما تكبّلهم بلدانهم ، سيقول البعض تكبّلهم بلدانهم لأن تلك البلدان أساساً مكبّلة سأقول اليابان من أكبر الدول المكبّلة وهي تتقدّم كل يومٍ مئات الكيلومترات ، ألمانيا كذلك ، وما الصين عنّا ببعيد .
المهم ..
ستقولين وما دخل هذا بالموضوع سأقول أنتِ تحدثتِ عن المملكة العربية السعودية والبطالة بها حسناً ، لنعلم أنّ المملكة اليوم تنتظر أكثر من أربعين ألف طالب مبتعث سيعودون ويبنونها لأنها تستحق ، وأقول أنّ وزارة العمل قد وضعت نظام للشركات في القطاع الخاص أقصد الشركات الكبيرة وضعت نظام تحقيق السعودة بنسبة 25 % ويقال أنه سيرتفع تدريجاً حتى 50 % ، حيث كان سابقاً 15 % وعليه فالأبواب مفتوحةٌ بمصراعيها للشباب في القطاع الخاص ولا تحتاج سوى الجدّية - التي في كثيرٍ من الأحيان غائبة - وتحتاج الواقعية من الشباب ، فالبطالة إن وجدت فهي إمّا أولاً وأخيراً عدم توفيق من الله في وقت بطالة الشخص ، أو - وهذا ما أراه أنا – أنها لعدم وجود المأهلات الحقيقية والأساسية للشاب أو يكون المؤهل ليس له علاقة بالوضع الحالي للسوق .
لذا أتمنى أن تكون عقولاً محاذية لما يريده بلدنا منّا وأن نفكّر دائماً بأننا أحد مسؤولي هذا البلد ، وحقيقةً وتحديداً في هذا العهد الذي هو عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي إن كان محمد علي باشا في مصر سمّي باني مصر الحديثة أنا أسمّيه هنا كما قلتها في مواضع أخرى وأنا كلّي فخر هو ( باني السعودية الحديثة ) فقط على الشباب أن لا يعرقلوا ما ترسمه الدولة لنا وما رسمناه سوياً فاليابان بدأت من عدم ، والصين كذلك ، ألمانيا بدأت من حطام الغباء ، الدول الحديثة انظري كيف ترسم لنفسها خططناً كأستراليا وكندا ، الوقت ماضي لا يقف لابد أن نجري معه لا أن نستجدي وقوفه .
شكراً جزيلاً ... هذه وجهة نظري التي تعنيني فقط ولا مانع تماماً من تشريحها بالكامل :)