منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   فــقــرَ آ ء . . . , (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=18251)

ريان الوابلي 06-03-2009 02:50 AM

فــقــرَ آ ء . . . ,
 

ينتابني الصمت عندما
تُقرع مسامعي من شدة خشوع اغاني العاشقين ليلا
وكأنني اشعر برعشة النادل حينما يقدم ذلك المزيج الروْحانيّ
الذي خلط به كل آهات الارواح في كأسٍ زجاجيّ :
رذاذه بقايا ازفرتهم وقعره يشبه حوْضٌ مليء بقطرات العرَق ..,

اقف بجوار نعاس الارصفة
خطوات العباد اصبحتْ تتلاشى رويدا رويدا
اوراق الصّحف في تطاير مستمر
ذلك التطاير ناتجٌ عن افأفة ذلك الرصيف حينما اصبحتْ تلك الخطوات
مليئة بالحزن والعشق التالف ..,
علمتُ تماما ان خطوات البشر لاتؤرّخ في ذاكرة الارصفة
ولا بين اسطحها الملساء
حتى الذي كساه الشّيب في رأسه لن تؤرّخ خطواته
حتى وان جعل من ذلك الرصيف منفى للنعاس
لن يؤرخ حلمه وان كان مقداره صاعا من فرح ..,
لن يؤرخ ..,


فـ خريْتُ بآكيآ
ونمت بجواري ...,!





افاق الصبح من مضجعه
وابتلّت نواجذ الاغصان
وردّدَتْ العصافير والبلابل بسملتها الاولى
وتراصفتْ السمآء طباقآ \ حتى اصبحت متوازية تشبه خطوط استواء الشفتين ..,!
كانوا الفقراء يرسمون البسمة على مفترقات طُرقهم بلهثهم المباح
وأنينهم الذي اصابه الخشوع في كل صباح
هؤلاء الفقراء لايزفرون الا انفاسٍ استنشقوها من كيزان الجنة ..,
ولايعتكفون الا البساطة
ولايمنون ..,
آوانيهم ليست الفضة ولا النحاس
يخيطونها من خيط ما انتجته اناملهم التي لاتغشاها النعاس ولا تتذوق اضغاث الاحلام وعبثه
يشربون الماء مبسملٌ قبل الشراب وبعده \ ولكن عند الانتهاء لاتسقط قطرةٌ واحدة من شفتيهم
لأنهم مؤمنون جيدا بأن القطرة الشفافه قد تروي عطش الاغنياء ..,! مستقبلآ ..,!
هؤلاء الفقراء
روح الارصفة
يهللون بالعابرين ويرحبون بأقدامهم ..

وأطفالهم
يا الله ...................!! \
يخرجون من محاجرهم والشيب في رؤوسهم فزعْ
لم يصدّق الشيبُ ابدا انه سينموا في رأس طفلٍ لم يتذوق خشونة صوته ولم يبور ..

افقتُ من نومي المفاجئ
والطل القديم على ثغر النوافذ عالقٌ
يحتظر \ ولا يموت .., لأن الماء خُلِق بلا بعث .!
خرجتُ والضجيج كنباح الكائنات الضائعة التي نُفثَت بلا وطنٍ يحضنها ..,
رأيتُ الفقراء كزخات المطر
هائمون في كل رصيفٍ لم يتذوّق لذة العاشقين
هناك من يلجمهم بعويلٍ كالخريف
وهناك من يحضنهم بزادٍ ينعمون به
وهناك من يبتسم لهم وكأنه كان فقيراً سابقاً .,

اتيت الى فقير متّكئ يُحيك لباسه من وريقات رهيفة جدآ تشبه اوراق الاشجآر المسنّه ..
وكانت امامه بصمة من باطن حذاء غنيّ اتى من امامه ولم يُعطهِ شيئا
فقلت :
ماذا تعني لك هذه الخارطة البكمآء ؟؟
قال وبصوتٍ مبحوح :
هذي مفترقآت حياته الضيّقه \ التي لا يوجد بها مخرجآ واحدآ الى النعيم
ولا حتى حدآئق سودآء تسر العاشقين
ولا اطفالٍ
ولا ألعاب
ولا لعاب رضيع يجعل تلك الحدائق معشوشبة
ولا أي شيء من هذه الحياة البريئة
الا شيءٌ واحدٌ فقط وهو :
ان هذه المفترقات هي العودة نفسها الى كائنه الضيّق
المليء بالرّغد المُدنّس من قِبل الليل وضجيجه ..,


ألجمني صوته
الذي اصبح كالهواء الرطب
يجلب السكينة لكل كائنٍ يدب على الارض ويؤزّها أزّا
جعلني انتعل الرصيف واهرب بلا نعليْن
كان كل شيء مبلل بالحزن
حتى ازقة الشوارع المختنقة بالذكرى كانت مبللة كثيرا
لفقدها ذلك الفقير وسماع بحّته ...,

عدتُ الى حانتي
وانا اردد من الهلع والحزن :




فقرآء .............
... فقرآء .........
...... فقرآء ......
.......... فقرآء ..
............. فقرآء






من اينَ خُلقوا .......... ؟؟

.
.
.
.
.


فـ
مُــتّ
بــآكــيــآ ...,

ثامر الجريش 06-03-2009 08:18 AM

.
.
العذب/ ريان

اينما حللت حل الجمالُ معكـ
وفي كُلِ فنٍ أنتـَ مُدهِش،،

تقديري

عائشه المعمري 06-03-2009 01:54 PM

مُنذ أن نمت باكياً ، إلى أن مُتّ باكياً .
،





والأنفاس تتصاعد ، ولا مُنتهى لها ،
إلى أن تَصعد روحٌ خفية ، نَحوهم فقط ،
ترافقهم حيث الجنة ,


ياه يا ريان
كَم جُرحاً نكأت ؟ !

حمد الرحيمي 06-04-2009 12:01 PM




ريان الوابلي ...




حسٌ إنسانيٌ رفيع / رقيق ... و شعورٌ عاطفيٌ نبيل ...


و نصٌ تجلت فيه رهافة الحرف / الحس ...











ريان ..

ممتعٌ حرفك / حسك ... شكراً لك ..

عبدالله العويمر 06-04-2009 02:16 PM

حُضُور مَليء بالحِس الّرفيْع ، والسّامي

ريّان
كُل الشّكر

عطْرٌ وَ جَنَّة 06-05-2009 08:42 PM






الْفَجر أفرَغ صُبْحه فِي عَينيك يا ريَان ..
وحَشَر بَصْرِكَ بَيْن أضلعِ الْفُقْرَاء ..والأرْصِفة ..ورَائِحة الْخُبز الْبَاهِتة ..
وقدُ كُنت أتتبع ذَلك ..تِجاه أصَابِعك ..
حيثُّ كان ينزّ الْحُلم ..وتَنْبُت الْسَنابل ..
وتمتلئ جُيوبهم بالمَطر ,

http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif





إبراهيم الشتوي 06-05-2009 09:42 PM

قاسمتهم الرغيف فقاسموك أرواحهم في تلافيف جوع ..

بللت المحاجر يا ريان فارتفعت الحناجر بصوت مسكون بالموت ..

الباسق الوارف ... ريان الوابلي

نص معششوب باللغة ومورق بالإبداع والنعناع ..

فشكرا لك ولحضورك الودق ..

تقديري .

عمر المسفر 06-05-2009 10:16 PM

ريان الوابلي



ولذلك .. أحب أن يكون الفقر العفيف موجود
ولا يزول / حتى يتسنى لي أن أقرأك
بكل الحواس



وأتشبع / أتشعب بك


سلم لي عليك


.
.






عمر


الساعة الآن 04:35 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.