![]() |
لِلْرِجَالِ أَيَضَاً نَصِيبٌ مِنْ الطَعْنَاتِ ... }
دَوُمَاً مَا نَكْتُبُ وَنَجْعَلُ مِنْ أَقْلاَمِنَا أَسْلِحَةٌ ضِدَّ الجِنْسَ الآخَرَ [ الرِجَالْ ] وَنَضَعَهُمْ فِيِ خَانَةِ المُخَادِعِينْ الأَنَانِيينْ الخَالِيَةُ قُلُوبَهُمْ مِنْ الرَأَفَةِ وَالرَحْمَةِ وَنَحْنُ النِسَاءْ المَغْلُوبِ عَلَى أَمْرِهِمْ المَطْعُونَاتِ بِخَنْجَرِهِمْ المَسْمُومْ وَلَكِنَنَيِ هُنَا سَأَقْلِبُ الآيَةِ وَسَأَقِفُ مَعَ جِنْسِ الرِجَالِ وَلِيَعْذُرْنَنَيِ نِسَاءُ جِنْسِيِ :) جَالِسٌ عَلَى إِحْدَى طَاوِلاَتُ المَقْهَى يَقْرَأُ إِحْدَى الجَرَائِدَ وَأَمَامَهُ كُوبُ قَهْوَتهِ وَهِيَ بِكَامِلِ زِينَتِهَا تَجْلِسُ عَلَى طَاوِلَةٍ بِالْقُرْبِ مِنْهُ تَسْتَرِقَ النَظَرَاتِ إِلَيهِ بَينَ الحِينِ وَالآخَرْ أُعْجِبَتْ بِوَسَامَتِهِ وَرَاهَنَتْ عَلَيهِ مَعَ صَدِيقَاتِهَا أَنْ تُوقِعَهُ فِيِ شِبَاكِهَا خَرَجَتْ مِنْ المَقْهَى وَاضِعَةٌ سَيَارَتُهَا خَلْفَ سَيَارَتهِ وَحِينَ خُرُوجِهِ مِنْ المَقْهَى رَكِبَ سَيَارَتهِ أَرَادَ الخُرُوجْ وَاصْطَدَمَ بِسَيَارَتِهَا كَانَتْ تُرَاقِبَهُ عَنْ بُعْدٍ فَابْتَسَمَتْ لأنَّ خُطَتُهَا نَجَحَتْ ذَهَبَتْ إِلَى حَيثُ تَقِفُ سَيَارَتِهَا فَرَأتْ ذَلِكَ الاِصْطِدَامْ وَتَصَنْعَتِ الاسْتِيَاءْ اعْتَذَرَ مِنْهَا وَأَخْبَرَهَا أَنَّهُ لَمْ يِقْصِدَ ذَلِكَ مُطْلَقَاً بِلُطْفٍ مُصْطَنَعٍ رَدَّتْ أَنَّهُ لا مُشْكِلَةْ اعْتَذَرَ ثَانِيَةً وَقَدَّمَ لَهَا بِطَاقَتِهِ المُدَونِ فِيهَا رَقْمَ هَاتِفِهِ حَتَى يُصْلِحَ لَهَا سَيَارَتِهَا بِإبْتِسَامَةٍ خَبِيثَةٍ اخْفَتَها بِينَ شِفَتَانِ بَرِيئَتَانِ أَخَذَتْ الرَقَمْ وَأَخْبَرَتهُ أَنَّهُ لا دَاعِي مِنْ ذَلِكَ حَتَّى تُأَكِدَّ لَهُ بَرَائَتِهَا فَأَصَرَّ عَلَى ذَلِكَ وَأَخَذَ رَقَمُ هَاتِفِهَا وَرَحَلْ وَفِي اليِومِ الثَانِي هَاتَفَهَا وَبِأسْلُوبٍ مُنَمّقٍ مُغَلَّفٌ بِالْبَرَاءةِ حَدَثَتْهُ وَهُوَ كَأيِّ رَجُلٍ انْجَذَبَ لأسْلُوبِهَا وَمُكَالَمَةٌ تَتْبَعُهَا مُكَالَمَةٌ وَكَلِمَةٌ تَجُرُّ وَرَائُهَا الأُخْرَى أَكَلَ هُوَ الطُعْمَ وَوَقَعَ فِي الشِبَاكِ بِسُهُولَةٍ كَانَ وَحِيدَاً فَقَدَ حَنَانَ الأُمِ مُنْذُ الصِغَرْ تَرَكَتْهُ مَنْ أَحَبَّهَا بِصِدْقٍ فَكَانَ يُرِيدُ شَخْصَاً يَشْعُرَ بهِ يُقَاسِمَهُ حُزْنَهُ يَبْكِي بِينَ أَحْضَانهِ وَوَجَدَ كُلُّ ذَلِكَ مَعَهَا كَانَتْ تُغَلِفُ نَوَايَاهَا بِبِرَائَةِ مَلاَمِحِهَا وَتَصَنُّعِ أَفَعَالِهَا أَصْبَحَتْ كُلّ شَيءٍ بِالْنِسْبَةِ لَهُ أَوَلُ مَنْ يَسْمَعُ صَوتهِ حِينَ يَسْتَيِقَظُ وَلا يَنَامُ إِلا عَلَى هَدْهَدَةِ صَوتِهَا أَحَبَّ جَمَالُهَا الفَاتِنْ بَرَائَتِهَا رِقَتِهَا عَفْوِيَتِهَا أَحَبَّهَا مِنْ أَوَلِ شَعْرَةٍ فِي رَأْسِهَا حَتَى أَصَابِعَ قَدَمِهَا هِيَ الآنَ تَتَبَاهَى بَينَ صَدِيقَاتِهَا لأنَّهَا كَسَبَتْ الرِهَانْ وَتَنْتَظِرُ الوَقْتَ المُنَاسِبَ حَتَى تَقْطَعُ حَبْلَ هَذَا الحُبّ وَتُسْقِطَهُ فِي مَقِبَرَةِ ضَحَايَاهَا الجَمَاعِيةِ وَتُخْبِرَهُ بِالْحَقِيقَةِ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ هُنَاكَ حَفْلَةُ سَتُقِيمُهَا مَعَ صَدِيقَاتِهَا وَعَلَيهِ أَنْ يَحْضَرْ وَبِكَامِلِ زِينَتِهِ وَبِوَسَامَتِهِ الفَاتِنَةِ هُوَ أَيْضَاً كَانَ بِينَ صَدِيقَاتِهَا وَابْتِسَامَتِهِ البَرِيِئَةِ الصَادِقَةِ مُرْتَسِمَةٌ عَلَى شِفَتَاهْ وَهِيَ اقْتَلَعَتْ رِدَاءُ البَرَاءَةِ وَكَشَفَتْ عَنْ قِنَاعِهَا وَوَسْطَ ضَجِيجِ احْتِفَالِهِمْ بِهَمْسٍ قَاتِلْ أَخْبَرَتْهُ بِالْحَقِيقَةِ وَأَنَّهُ لَيسَ سِوىَ رِهَانٌ كَسَبَتْهُ هِيَ بِخِبْرَتِهَا وَأَنَّهُ كَانَ بِالْنِسْبَةِ لَهَا لُعْبَةُ شَطَرَنْجٍ أَنْهَتَهَا بـِ [ كِشْ مَلِكْ ] لِتُعْلِنَ فَوُزِهَا فِيهَا وَ لا يَعْنِي لَهَا شِيئَاً مُطْلَقَاً وَأَطْلَقَتْ بَعْدَ ذَلِكَ ضِحْكَةٌ مُتَبَاهِيَةٌ بِهَذَا الاِنْتِصَارْ أَخْرَسَ هَذِهِ الضِحْكَةُ صَفْعَةٌ مِنْ إِحْدَى صَدِيقَاتِهَا أَحَبَّتْ هَذَا الرَجُلَ بِصِدْقٍ أَمْسَكَتْ بِيَدَيهِ وَخَرَجَتْ مِنْ هَذَا المَكَانْ وَبَعْدَ مُرُورِ سَنَةٍ عَادَ إِلَى تِلْكَ وَفِي يَدَيهِ بِطَاقَةُ دَعْوَةٍ إِلَى حَفْلِ زَوَاجهِ عَلَى صَدِيقَتِهَا لأنَّهُ رَأىَ الحُبُّ الحَقِيقِي وَالبَرِيء مَعَهَا وَأَكْمَلَ حَيَاتَهُ بِرِفْقَتِهَا دُونَ أَثَرٍ لِمَاضِيهِ المُوجِعْ لأنَّهَا ضَمَّدَتْ جِرَاحهِ قَبْلَ الارْتِبَاطِ بهِ هَمْسَةٌ لَكَ أَيُّهَا الرَجُلْ : بقلمي / عنفوان الأصايللَيسَ كُلّ جَمَالٍ وَبَرَاءَةٍ صَادِقَينْ فَدَوُمَاً الجَمَالُ الصَادِقُ يَكْمُنُ فِي القَلْبِ فَرُبَمَا هُنَاكَ مَنْ هِيَ فَاتِنَةٌ وَبَرِيئَةٌ وَلَكِنْ الحَقِيقَةُ عَكْسَ ذَلِكَ تَمَامَاً كَفَانَا وَإِيَاكُمْ شَرَّ الأَقْنِعَةِ المُزَيَّفَةِ :) |
عنفوان الأصايل :
أهلاً بك هنا .. جميل أن نقف في صف الحياد وأن نأخذ الأمور بصدق دون التأثر بعاطفنا تجاه جنسنا .. التي جرحته : أنثى والتي ضمدت جراحه : أنثى أيضاً .. ورائع إدارتكِ لـ السرد كل الشكر لكِ يا جميلة |
الساعة الآن 11:40 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.