![]() |
[ ولد الأصل ] !
كعادتها صباحا و في انتظار أن يمر عقرب الساعة الكبير بالرقم ستة ، مع ثبات العقرب الصغير عليه أيضاً ، ارتشفت من كوب قهوتها الصباحية اللذيذة رشفة ، و سحبت الصحيفة من على المنضدة و راحت تقلبها بين يديها قارئة [البنوط] العريضة فقط تاركةً ما دونها .. وصلت حيث هي الصفحة الأخيرة و التي تستوقف الجميع عادة بـما تضمه من اخبار دسمة – في نظرها على الأقل - و التي هي مثار [هذرة] زميلات العمل ، و التي تحتوي على [ شوية حش و رش ] ، أخبار غريبة و بعضها مستهجن و الآخر و الأكثر جاذبية المضحكة و المندرجة تحت ما يقال عنه شر البلية ما يضحك .. استوقفها نصف الصفحة الأخير و الذي دون عليه و بالبنط العريض : " الـ .... ، تكشف أسرار معاناة و كفاح هؤلاء ضد داء السرطان ، فكونوا على الموعد " .. - أ تخاطبني ؟!! فغرت فاها لما أكملت و تسمرت عيناها على جملة بدت غريبة بعض الشيء : " الدكتورة .... كادت ترفض الزواج بسبب مرضها لولا إصرار ولد الأصل عليه " .! [ هذا من صجه ].؟؟!! تمتمت قائلة .. من يتزوج ميت أو ميتة لا محالة ؟! هل هو الطمع في المال ؟! هل هو الرياء أم هل هو حقيقة ، الحب ؟!! لحظة ، لحظة ، أ يتواجد حقيقة من أولاد الأصل من هم مثله ؟!! ربما لم لا ؟!! تدافعت الأفكار في رأسها ، و تزاحمت المشاعر في قلبها ، و تناثرت الذكريات حولها ، و ركضت بها عجلة الذاكرة جارةً اياها الى الوراء .. اتخذت مقعدا في مدرج المسرح ، رأت البطلة و قد ابدعت في دور البطولة ، يستدرجها ، يخدعها باسم الحب : " مريض سرطان ولا من راغبة فيَّ " ، تهبه نفسها ، تضحية و وفاء ..! يسلبها ما يريد ثم يرميها خلف ظهره ناصبا شباك مصيدته حول فريسة أخرى ، سلبها البطولة حقيقةً و أجاد دور المريض ، ياله من فنان ..! أُسدل الستار على المشهد ، و دق جرس المنبه معلنا انتهاء المسرحية و حلول السادسة و النصف . مضت ثلاثون دقيقة ، تحولت القهوة إلى عصير و تكرفست الصحيفة في يديها و بقيت تتساءل هل حقا يحبها ؟!! أم تزوجها لغرض ما في نفسه ؟!!! طردت تلك الأفكار من رأسها كما الذباب بكلتا يديها ، وانطلقت الى العمل على بركة الله ، فلن تُحل مُعضلةُ خبايا النفوس على يديَّها ..! * من أوراقٍ قديمة .. |
|
اقتباس:
لا نصدق في زمن يجبرنا فيه أصحابه على اعتماد النبل في قائمة المعجزات ! فضائل / فرحَة بكِ كثيراً :34: |
.. لا يستغرب يافرحة ربما تمنحنا الـ حياة في بعض الأحيان أشخاص على مقاساتنا .. هم يدركون الـ عيش لهم ومعنا يعيشون ..! مع ذلك سـ أردد الـ خاتمة "خبايا الـ نفوس " جميلة هذه الـ قصة الـ ممزوجة بنكهة بسيطة جداً من الـ ميلودراما . |
اقتباس:
صدقت يا سعد ، ممتنةٌ لك :icon20: |
أتعلمين يا فرحة، هذه ثاني قصة اقرأها لكِ.
و لكني استمتع كثيرا كثيرا. شيء ما يخبرني بأنك لو تستمرين أكثر فستبدعين. حتى لو كان هذا الإبداع في عينيَّ أنا فقط. :34: |
اقتباس:
فديتج عيونج بثينة :o شكرا لكِ عزيزتي :icon20: |
الساعة الآن 11:27 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.