![]() |
جهــــــــــــاد العصافير ....!
(( مدخل ))
كيف للأحلام أن تُمسك مقاليد الأمور حتى تُفقدها كل واقعية كان يمكن أن تتحلَّى بها؟ هل للمعاني من سبيل لتنطق فوق جدار أصم لايسمع ولايقرأ ولايتكلم؟ إبلعيها كما بلعتِ ماقبلها’ هكذا همستْ الحقيقة بأذني المُجهدة بأصوات نداءات مُغلَّفة بأوراق (التوت ) التي ماأخفتْ الا بعضاً من عورة , ففقدنا فضيلة الخُلد التي ضِعنا من أجلها , ذات غباء (( حقيقة )) لم يعد للانتظار مكان كما لم يعد للوله مكان كما لم أعد أنا في نفس المكان تعددَّت الأمكنة والذاكرة ضعيفة , تجرُّ أذيال خيبتها في أثرٍ لايزول وكأنَّ العمر مُجرَّد صحراء جشعة , تبتلع الأخضر واليابس لتذرَ القلب وحيداً من شدةِ الصفعات والركلات والكدمات لعله يَشفى بحضنِ ( يومٍ جديد) لكم أعشق الشمس , رغم أنها تمارس الغروب المُجحِف بحقّي في كل يوم وتُلقي بــ الإختناق المُريع في حلقي , الا أنها تعود مرة أخرى وفي كل يوم لتُشرق بسمة في وجهِ الشحوب لأرتدي درعاً واقياً وأخرج للقاءِ يوم آخر. أكاد أشابه العصافير حين تهلل للفجر بفرح , وتحوِّل فرحتها الى ضوضاء لذيذة وكأنها ثورة سلمية على سكون الليل وهَمهمات أهلهِ ومُنافقيه , أسارع بضوضائي الى حيثُ قهوتي , أسامرهما معاً , أنا و فيروز , وحتى لحظات الصحو الأخيرة التي تنقلني الى مزاجٍ آخر مُثقل بمسؤوليات الواقع لأرفرف بأجنحتي وأستغرق في جمع الحصاد وقبل أن يحين موعد الغروب لأختنق بضوضاء مختلفة , وكأني أنادي على كلّ ماتشظَّى من ملامحي خلال النهار وجهادي في قضاء بحثي واجتثاث المعاني البشعة من جذورها مهما امتدَّتْ في عمقها المُعيب . ((اشتقتُ اليك)) باتت مُجهِدة كمُفردة وقاتلة كمَعنى أما كإحساس , فهي أشبه بالنار التي تشتعل طيباً ومن ثم يُصيبها جنون الاشتعال فتلتهم كل ماحولها وجبة شهية تبدأ بمتعة حقيقية وتنتهي بتسمم غذائي ولربما تقيؤ تخمة ’ فأنثني على وجعي وأنا أُفرِغ كل المعاني بعيداً عن عيون السَّيارة , فلقد يستشِّفُونَكَ في خِلالي الذي يفضح ماسترته عباءتي ذاتَ حرصٍ شديد وحذر أشدّ أمسكْ فهذا مَعقلي وذاكَ مَسندي وتلكَ وسادتي كلهم كانوا عندك ذات المساء وأخبروني بكل ماشاهدوا ومالم يشاهدوا ألم تعلم أنهم يَرونَ مالايُرى ويَسمعون مالايُسمع كما أنا؟ ((أوَ أرمي الحقيبة؟)) نظرتُ اليها وتفكَّرت في بياضها ومن ثم في أمرها , فهي تحملني معها وأحملها معي أنَّى تحركت وكيفما كنت , في تلك الزاوية ورقة عليها اسمك وأخرى عليها رسمك أما في قعرها أنتَ من يقبع هناك بعزة وشموخ , وكأنك على عرش سليمان الذي منحته اياه بلقيس ذات ايمان ومَضتْ الى حيثُ رفعتْ عن ساقيها وتَمتمتْ: (انَّ الملوك اذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزَّة أهلها أذّلة) الذلُّ قاسٍ ومرير , ولم يكن الذلّ يوماً , بكلمة ولابتصرف مسؤول أو لامسؤول الذلّ كل الذل هو أن أحتاجك ولاأجدك ...وان وجدتك ذات لحظة في الأخرى, فوراً أفقدك هو أن تضعني على رفِّ انتظارٍ مُمّل في ركنِ المكان , ولاأضعك , أن تخفضني بمؤشِّر الجمود والبلادة , وأرفعك أن تبيعَ عمري , بمال, بشفاه, بقدود حلبية , وأرفض أن , أصرفك الذل معنى , وضعفُ جملةٍ مُفيدة ومَوقف, إلا إنْ تحولَّ بثورة العصافير ذاتَ غروب الى , ( بيدي لابيدكَ ياعمرو ) (( ألا إنَّ يدَ عمروٍ أقوى )) ألم يكن عمرو من يُمسك بي في حظيرة الوجع وحتى اللحظة ؟ ألم يكن عمرو من يعتقلني في كل محاولة للهرب؟ ألم يكن هو من يشدني بوثاقٍ مُختلف , بحبٍّ مُختلف , بعطاءٍ مُختلف ؟ ألم تكن ابتسامته الجميلة مصدر خوفي وقلقي , فلم أجرؤ حتى اللحظة على بلع سُمّ الخاتم , لأمضي بهِ الى حيثُ لاوجع , لاانتظار, لاخوف...!!! (( و بعد ...)) مازالَ الخاتم يرقبني وأرقبه , وعمروٌ بيننا يبتسمُ بحبّ منى مخلص من قديمي :) |
جميلة جدا.. سلسة و معقدة في نفس الوقت
هذا تعريف السهل الممتنع دمت مثقلة بالموهبة يا منى تحياتي و خالص الود |
نثرية رقيقة
هامسة تفيض احساسا عذبا وان كان حائرا تحياتى والتقدير |
الفاضلة منى مخلص
أديبة متألقة ... ثرية حروفك بالمعاني الجميلة والمشاعر الجياشة تواصيف جميلة ،، أخذتنا إلى عالم تألق الحروف والكلمات الإقتباس ممنوع ،، فكل الحلاوة تؤخذ مرة واحدة ،، نص جميل بوحا وتعبيرا ومعاني الأحلام إن تجاوزت عالم الواقع ، خرجت من طورها وأصبحت أضغاث لا معنى لها والذل أن اشتاق لحبيب قلب، وأسعى لرضاه، وهو في غيبوبة الحياة عني ملتهي أيعقل أن أعيش حلما وأسعى له ، وقد غادرني إلى عالم المجهول لتكن أحلامك على قدر واقع الحياة لا واقعك أنت الأمل بلسم الروح يتجدد كل صباح مع إشراقة الشمس تشرق في داخلنا إشراقة الأمل فهلا نستعد لهذه الإشراقة ونرقص مع عصافير الصباح ونترنم بألحانها تألقت فكتبت فأبدعت دمت بخير وعافية |
منى كلماتك دائماً تذكرني بنفسي في بداية رحلة كتابتي ..
قرأت النص .. وتبلدت في بلاهة فالسطور انتهت .. لكن عقلي مازال يحلل .. منى أنت من الأشخاص الذين يجدون متسع الإنفتاح بحرية القلم .. هنيئاً لك هذه الموهبة .. |
..
.. هُو الشَوق من يَسلبُ الحُب عِزَّته ويَجعلُنَا نُعمى عَن كُل شَيءٍ سِواه ! رائِعه يامُنى الصَمتُ بِرفقةِ حرفُكِ وطنٌ يَستحقُ الإنصَات . أسعدكِ الله وأرضاكِ , |
براحٌ أفق أبجديتك،
وتعلمين تماماً متى تهبين للفواصل روح كي يكتمل لها النص في وقفاتٍ كما الشهيق لا بدّ منه كي يكتمل نصاب الزّفير من الأنفاس هنا ( فقدﻧﺎ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺨُﻠﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺿِﻌﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ , ﺫﺍﺕ ﻏﺒﺎﺀ ) حقيقة والقيدُ في الخواتيم رِبكة أنصفتها مفردة [ بحبّ ] ما أحيلاك منى |
فخورة انا يا منى بأنثى مثلكِ تصنع من الاحرف والكلمات مفاهـيم خاصة بها
وتبني من حولها الأسوار تحسبا لحالات الخطر .....وفكرها سلاح ، إعتقلتي فكري وهو راضا عن الإعتقال يا منى ، |
الساعة الآن 05:26 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.