خذلان
 

لم تنساك ذاكرتي أيضًا في هذا الصباح المشبع برائحة المطر .. يسقط الحزن عليّ كغياب ثقيل يسرق الأحبة .. كيف أتخلص من صوتك الذي لا يسمعه غيري ؟ كيف يمكن لجسدي النحيل أن يحمل ثقلًا بهذا الحجم ؟ لماذا لا تسرقك الأحداث ؟ لا تبعدك الأيام ؟ و لا تزاحمك الافكار ؟ لماذا تبقى عالقًا في ذاكرتي بهذا الشكل ؟ بالرغم من أنني فقدت رغبتي فيك إنطفئت دهشتي بك ؟ لماذا خلقت فيّ هذا الشعور ؟ و بعدها .. و بعدها ابتعدت و كأن قلبي لا يشعر و كأن وجودي كان عابرًا .. تمنيت طويلًا أن تدوم للأبد .. حاولت مرارًا أن تصبح مختلفًا عن كل شخص .. أن ترآني من الداخل .. ولكنك لم تأبه لمحاولاتي ..
كيف رحلت دون أن تخلصني منك تمامًا ؟ كيف جعلت الأرض تشن حربها عليّ ؟ أن لا تكون ثابتةً تحتي كيف جعلتني أدوخ ؟ و أجاهد مبتعدًا عن الطريق المتخيل لئلا أقع فيه ؟
لقد تعلمت من خيبة الغياب الطويلة أن أتظاهر بالنسيان .. أن أرتدي إبتسامة صفراء لا أخلعها الا على وسادتي .. أن ابتلع البكاء .. أنا اخترت الآن أن ارحل بعيدًا عن العالم البائس .. أن أصاحب وحدتي .. أن أمرر يدي بشعري بتعب و أن أنتعش بالهواء البارد علّ هذا الجحيم يخمد في صدري ..

ما بعد الخذلان إلا تراكم الأحزان والشعور بالفقد الذي يؤلم القلب ولا يداويه ...

أبدعت في الوصف .. كـأن المعاناة ما زالت متجذرة في داخلك والألم ما زال ينوح من وجعه القلب

دمت بخير وعافية

دوائر من الأسئلة التي لا تنتظر جوابًا
لو .. افتراضية المتمنية ضاعت ابتهالاتها
في سديم سديم

فاطمة رائع هذا النص الحسي

يافاطمة قلبتي المواجع
وبعثرتي الذكريات
والله نصك جميل اندمجت فيه
وبوح صادق
توليبه وخمس جوريات 🌹