عِــنَـــاق ....!
 

أُعانِقُ نفسي..
.
.
اختياراً..
لأنني أفهمني..
لأنني أعرفني..
و بينَ سُطُوري..
أجد...
غَرَقِي.. و مَلاذي..
.

شايٌ عراقيّ...
 

كان يوماً بارداً
و كنت أتوق إلى كوب شاي..
شاي..عراقيّ مخدّر..
صاحبه قطعة معجنات صغيرة..
أشرب الشاي..
فيتدفق إلى جسدي..
دفئاً و حناناً..
و كلي يرتجف و أنا أنظر إلى القطط المتجمعة حولي..
أرمي لهن قطعة المعجنات
و أتنفس بعمق..
الخواء يملؤني..
يتجسدُ الفقدُ أمامي..
تبللني الدموع بصمت..
دفقة دفء مع الشاي العراقي..
كان أبي يحب ناظم الغزالي..
و كانت أمي قصيدته الوحيدة..
بدونها الحياة صعبة..
إذ لا حضن يضمني بحب عذري..
و كأنني فقدت وطني و ملاذي..
يرتجف جسدي بألم لانثيال الذكريات..
احترِق ببرودة الشتاء..
كشاي عراقي ...!

http://www.ab33ad.info/up/uploads/im...2a14552f46.jpg



لا تحدثني عن الخيبة..
إن لم تجد حروفك..
قد كُتبت على قصاصة صغيرة..
منسية بين الآلاف..
و هي ليست مجرد حروف..
إنها دمك..
روحك..
و قلبك..
أنفاسك المهدورة..
ذات عِناق....!

مها أعميتُ نفسي الحقائق كلها...
فضحتني الأحلام....!

أرتدي العِناد..
كسُتْرة جِلدية فاخِرة ..
هشاشة دواخلي..
تذيب كلّ الأقنعة التي أنسجها حولي سنيناً طويلة..
أعانق الطفلة الصغيرة..
التي تحب اللعب و الحلوى...!

و إن مثلي يدور في حلقات لا نهائية..
بين القلب و العقل..
لا خاسِر..
لا رابِح...
أنا فقط لم أُخْلَق للعِشق..
و لن أشكو من الهوى...
من له مثل عقلبي...