![]() |
رُفعت الجلسة.. قصيدة نثر.. آخر ما كتبت
رُفعت الجلسة.. قصيدة نثر.. آخر ما كتبت
السلام على أهل منتدى أبعاد الكرام. والسلام على من وهبني العودة إلى منتداكم المحترم. رُفعت الجلسة "قصيدة نثر" (1) حديث الميزان المقلوب من نعيمٍ يُزهِر الحياة إلى عذابٍ مقيم، أهكذا حكمتِ؟ أم هي لعبة الأقدار العمياء؟ تُصارعين في جلسةٍ خاطفة، صرخةٌ تمزق نسيج الأيّام، وضربةٌ بعصاكِ الثقيلة، تهدم حلمًا قد وُلِدَ في رحم الليل الطويل. كيف تقضين؟ أم تستقين دستوركِ من شريعة إبليس؟ كيف تُحوّلين الكمال نقصًا، وتُخلقين القبح من الجمال؟ يا مَن أحللتِ الملاك شيطانًا، وسكبتِ كمال الروح في كأس النقصان. أسلمتِني إلى أحضان الهلاك، حيث تُسكن روحي بين الشياطين. أيّ قضاءٍ هذا؟ يُبدّل معايير الحياة، ويُقلب كفتيّ الميزان. تبا لذاك الحكم الجائر، ولألف لعنةٍ تصدح في وجه الظلم، حتى ينهار قصر القهر، وتعود الكفة لتزن الحقيقة. ________________________________________ (2) حديث الفناء والعدم ما كنتُ لأحكم بقلبكِ، لكنّكِ أنزلتِ صاعقةً أشعلت ظلام روحي، وتركتني عالقًا في رحم ذكراكِ، حبّي لكِ... ليس اختيارًا، بل هو نبضٌ ينسابُ في دمي، وزفرةُ روحٍ تنادي باسمكِ في أبديةِ الصمت. أنتِ... جزءٌ لا يفنى منّي، الفرح يتألّق في وهج قربكِ، والألم يطول في مسافات الغياب. إذا فقدتكِ، تسقطُ السماءُ على روحي، وإذا امتلكتُكِ، تفيضُ الدنيا حياةً في صدري. أنتِ الضوء الذي يغزل فجرًا من ظلام أيامي، وأنتِ الماء الذي يروي عطشي الأبدي، حتى حين تذوب الأحلام في نهر الليل، تشرقين في داخلي كما لا يُشرق أحد. ________________________________________ (3) حديث الدفاع اسمعي دفاعي، ما كنتُ يومًا صخرًا أصمًّا، بل كان صوتي يُسبّح بحبّكِ، فتألّق كبرياؤكِ كالقمر فوق أمواج البحار. تأمّلي عينيّ، أما رأيتِ فيهما نورًا شقَّ طريقه عبر وسادتكِ المعتمة؟ وحين كانت يداي تحتضنكِ، ألقيتُ بكِ في حضن الملائكة، هاربًا بكِ من شباك صيّاد لا يرحم. وقدماي، لطالما حملتكِ، تسابق بكِ الرياح إلى جنانٍ لم ترَها عيناكِ قطّ، جنات تُزهر بألوان الأمل. والآن، هل يمكن للفراق أن يغلبنا؟ ألا نلتقي مرة أخرى، لتصدّقي تاريخي المكتوب بنبض قلبي؟ ولتأويني في رحِم روحكِ، كما كنتُ أول مرة. ________________________________________ (4) حديث الصاعقة حين رفعتِ كفّكِ وأعلنتِ القرار، كان صوتكِ كسيفٍ يشقّ الضباب، فتصدّع كياني، وتهاوت جدران قلبي كقلعةٍ عتيقةٍ، تُحطّمها موجةُ زحفٍ لا يرحم. غادرتِني، وتركتِني واقفًا على حافة العدم، حيث الصمت يحتضن صدى خطواتكِ، يضيع في متاهة الزمان. كأنني ورقةُ خريفٍ، اقتُلِعت من غصنها، تتلوّى في الهواء، باحثةً عن أرضٍ تحتضنها أو تبتلعها. لم أصرخ، فصوتي كان مكبّلًا بقيود الحيرة، لكن دمي فاض في عروقي صراخًا، وكل خليةٍ فيّ شهقت ألماً. رأيتُ العالم ينطفئ من حولي، أضواءه تتلاشى واحدًا تلو الآخر، حتى أصبحت عيني سجينة ظلامٍ أبدي. وأخيرًا، أصبحتُ قفصًا من العذاب، أسيرًا في محكمة الفقد، حيث لا حكمَ إلا الألم، ولا قاضٍ إلا الذكريات. ________________________________________ (5) حديث اللعنة انشقت السماء لسطوة حكمكِ، وخطف برقها الأبصار، تصلّبت الصخور ذُعرًا أمام قسوتكِ، وارتجّت الأرض من وطأة الألم، وفرّ النور مذعورًا، ليذوب في أحضان العدم. دفنتِ العدالة تحت ركام الغاب، وأعلنتِ شريعة الوحش والدم، وتظنّين أنكِ أصبتِ! لكنّ التاريخ سيحكم عليكِ، بجلد السنين، وسيلعنكِ في كل صفحةٍ من صفحاته. أنا، سأكتب عنكِ، وسأظلّ أكتب، حتى لو نفدت أحبار الوجود، سأكتب بدمائي على جبين الأبد، وأجعل الثقلين يشهدون خطاياكِ، كما يلعنون إبليس، في المشرقين، وفي المغربين. ________________________________________ (6) حديث الفجر الجديد لا زلتُ أخيط العزيمة، أجدلها خيطًا خيطًا، أنسج من صبرها حبالًا لا تنقطع، تحلق بي بعيدًا عن أشواك الطريق وأفخاخ الظلام. لن أستسلم، سأغمر جراحي العميقة بآياتٍ تشفي الألم، وتُبدّد الظلم، وتطرد شياطين البؤس من روحي. لن أستسلم، سأبني سماءً جديدة، ليست كسحبكِ المظلمة، بل كسحب غيثٍ يروي وجوه الموتى بابتسامة، ويضيء ليلي بنجوم الأمل الساطعة. سأشق أرضًا ليست كأرضكِ، فأرضكِ مزقتها الزلازل، ودروبها أشواكٌ تمتصُ الرقاب، لكن أرضي… ستكون خضراء، تنبت أحلامًا ناضجة، تمدّني بالقوة في كل خطوة. لن أستسلم، سأُبصر في العتمة ببصيرتي، وأشقُّ طريقي بنورٍ لا يُطفأ، حتى أكتب على وجه الحياة حكاية فجري الجديد. ________________________________________ (7) حديث الولادة من أعماق السماء، يصرخ الأمل، يُلوِّح بشُعلة النصر، تتوهّج في قبضته. تشقّق صدر الغمام، وأطلّت الشمس مودّعةً عتمة الليل البهيم، لتفيض شفاهُها بماء الحياة، ينثر قطراته الأولى على أرضٍ عطشى، يسقي جذوري الذابلة بالخُضرة والنماء. تصغي أذني لصهيل الخيول، جيادٌ تعانق أفق البطولة بنشوة الانتصار، وأنا أهتف: تعالَ، أيها الفارس! فالتاريخ ما زال ينتظر خطاك، والمعركة لم تطوَ صفحاتها بعد، وأحلامنا الجريحة تضيء جراحها بنور الخلود، وترتوي من دموعك أملاً لا يفنى. |
"رُفعت الجلسة" هي مرثاة ومحاكمة وصلاة في آنٍ معًا رحلة شاعر يقف في محكمة الفقد لكنه في النهاية يخرج منها لا مُدانًا بل مولودًا مجددًا على عتبة الفجر . قصيدة نثرية اتخذت شكل مرافعة درامية متسلسلة تُقسَّم إلى سبعة "أحاديث" يُحاكم فيها الشاعر ذاته والقدر،،الحبيبة والغياب،،والفقد والمصير وكل من ساهم في انكسار الروح وتجربة شعورية متكاملة تنطلق من لحظة خذلان أو فُقدان قاسٍ يُمثَّل بمحكمة جائرة قلبت الموازين سبعُ مشاهد تمور بالاحتجاج والخذلان والحنين لتبلغ الذروة في لحظة الصاعقة ثم تنكسر إلى نور الولادة من رحم الألم . ميزان مقلوب تنهار فيه العدالة ويعلو صوت الاعتراض في صرخة تقلب الطاولة على مفاهيم الخير والشر ،، والحب والخيانة ولكن لا مجيب فالحب هنا ليس قرارًا، بل قدَرًا يتغلغل في نبض الدم وزفرة الروح . فتُعلن الصاعقة قرارها ’’ تنفجر اللغة وتتزلزل الأرض وتصبح الروح ورقة خريف تتأرجح في العدم تسقط الأقنعة ويُحاكم القاضي نفسه ويُدين التاريخُ من أباح الألم . الخاتمة ليست انطفاءً بل إشراق ،، تولد أرض جديدة لا يسكنها الظلم يصرخ الأمل من أعماق الغيم وتلوح شمس الحياة إيذانًا بولادة لم تهزمها المحاكم بل صهرتها لتكون حكايةً تُكتَب على جبين الفجر . أ.إبراهيم هذه القصيدة ليست مجرد نص بل تجربة تُكتب بدم القلب، وتُقرأ بنور البصيرة . |
أ.إبراهيم هذه القصيدة ليست مجرد نص بل تجربة تُكتب بدم القلب، وتُقرأ بنور البصيرة
أهلا بك أستاذة... بعييدا عن جودة النص . بعيدا عن كل محتوى النص. أقول لك بأنك أثرتِ شجني دفعة واحدة بجملتك الأخيرة...وأقول لكِ ما يبقى لمثل هذا الانسان البائس أن يبحث عن سعادة أخرى ليس في عالم الوجود بل في هالم الخلود.. الدار الآخرة . |
الساعة الآن 06:30 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.