![]() |
على مَوَائِدِ اللَّيلِ.
على موائدِ اللَّيلِ... تمدُّ العُتمةُ أطباقَها تدعوني إلى وَلِيمَةٍ من وجوهِ الغيابِ وأكوابِ الذِّكرى نَجلسُ... نَقتسمُ الصَّمتَ كما لو كانَ خُبزًا مُعجونًا بالألمِ. أُقلِّبُ الوجعَ بسِكّينِ البَصيرة وأغمسُ لُقمةَ الحنينِ في مِلحِ السُّؤال فَينفجرُ في فمي طعمُ الكلامِ. على موائدِ اللَّيلِ.. تتمدَّدُ أمنياتٌ باردة تُشبهُ أصابعَ ندمٍ أُتخِمَت بالانتظار تتوسَّلُ فُتاتَ الأمل المُخبَّأ في كُمِّ ذاكرةٍ ترتجفُ كطفلةٍ ضلَّت تَشهَقُ عندَ كلِّ صوتٍ. ونواقيسُ الأنين’ في عُمقِ صدري تُقرعُ بصمتٍ صارخٍ يكْشفُ هشاشتي كُلُّ شيءٍ حولي يُوشوشُ بإيماءٍ خفيٍّ تَشتعلُ في الرُّكنِ شمعةُ البَوحِ تُكابرُ الرِّيحَ كأنها تُصلِّي’ تُقاومُ الانطفاءَ. عَلى مَوَائِدِ اللَّيلِ... أمدُّ يدي أتحسَّسَ جُوعي النِّسيانُ مائدتي’ والذّاكرةُ لُقمتي لا خبزَ لي، بل فتاتُ نبضٍ كنتُ أُخَبِّئهُ أُطعِمُهُ الصبر’ حتى جاع وما أبتلعهُ كلّ ليلة’ ليسَ إلّا ظلّي وقد نضجَ من فرط الانتظار. ألوكُ وجعي بهدوءٍ لا يليقُ بالجائعين وأرتّبُ أوجاعي على الطاولة لستُ سِوى لُقمةٍ أُخرى في صحنِ الغَفلة والبياضُ جَسدٌ بكرٌ ينتظرُ أن أُدنّسهُ بالشُّكوك. عُمق. |
عَلى مَوَائِدِ اللَّيلِ... يجلسُ الحنينُ بِكُامِلِ أناقته يَسكُبُ لَنا ذِكرياتٍ فاترة’ كقهوةٍ بردت على غفلةِ شوق. ويَنتَصِبُ الانتظارُ كضَيفٍ دائم لا يأكُلُ ولا ينام فقط يُحدّقُ فِي نَجْوَانا ويَبتسمُ بأسى. |
أُقلِّبُ الوجعَ بسِكّينِ البَصيرة وأغمسُ لُقمةَ الحنينِ في مِلحِ السُّؤال فَينفجرُ في فمي طعمُ الكلامِ : يخرب بــيتك ..!! ولكـن .. أنا لن أسكت على ( قَـمع ..) (عمق) إنّها .. تُغْرِقنا بالنار ياسعد .. حرفها يخرج من فمه ملائكة وبعض الشياطين وجدتها في .. وشْوشَة وسْوسة كاتبةٌ .. تتألّم بلؤم كأنّ حرفها رغيف.. يتغذّى عليه الفقراء.. تقرأ( صورة الناس .... ) وأتعوّذ من ابليس البريء : تردد بيت قلتُه ... اختنقْتْ ولابقى بالأرض صاحب والضلوع اللي حَمَتْــني ..كسّرتْني : عمــــق مزيداً من الضحايا إذا كنتِ تريدين أن تبقي في هذا المكان .. يجب عدم (( هَزَّ) أماكننا دعينا ... نعيشُ مغفلين سذّج ... لا توصلينا الى أنفسنا نحن هاربون .. الى الماضي : عمــق ... جعلتْ الخبز ينبض ... نحيا بالموت معها .. نكذّبها ... وهي صادقة .. نصدّقها وهي تكذب ... ؛ عُمــق .. أنتِ لاتكتبين .. أنتِ ترقصين على قبورنا .. لتخرج الاجداث أسمع ... فيروز في هذا الصيف البليد .. وأقرأ وأشعر .. بالثلج يتساقط على عقلي وعقائدي وأغني لست وحدك .. ! : طبعاً زايــد.. |
اقتباس:
يا لهذا الحرفِ المُشتعلِ أقمتَ مأتماً عليه لكنّك لم تدفنه بل فتحتَ عليه النوافذَ كي تصعدَ روائحهُ في سُلَّمِ السؤال وقطّرتَ منهُ ملحَ الوعي في كأسٍ يتيم. أجل.. أعترف أنّني أكتبُ من على شفيرِ هاويةٍ نازفة أعجنُ رغيف وجعي من صمتٍ طال ومن صبرٍ لم يعُد مُجملًا. ولأني لا أملكُ غير الكتابةِ وطنًا أهزُّ الأماكنَ حين تضيقُ بي وحين تظنُّ أنّي سأصمتُ احترامًا لشرنقةِ الوهم أفتحُ جُرحَ القصيدةِ كي يرى. أمّا أنا.. فلا أُجيدُ الرقص لكنني أضعُ قلبي تحتَ النصّ وأتركهُ ينبض. كتبتُ من ضِلعِ المعنى، لا من رئةِ المجاملة هززتُ المكان لأنّ الصمتَ تأقلم وأدمنتُ الحرف لأنه الوحيدُ الذي لا يُغلق البابَ في وجهي. أكتبُ لا لأُسكِّنَ شقوقَ الوعي بكلماتٍ مُنعَنعَة بل لأُعيدُ ترتيب أعضائه أهزّه، أوقظه، أُحرّضه أضربُ على جدرانهِ بأصابعي أُحدّثه بحروفٍ مسنونة لعلّه يسمعُني’ أو يكفّ عن الادّعاء بأنّ كلّ شيءٍ بخير. أ.زايد.. شكرًا لردّكَ الذي نفضَ الغبارَ عن القصيدة فإنّي، من خلالكَ’ سمعتُ النصّ يضحكُ لأول مرة وهو يَبكي. |
الساعة الآن 05:35 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.