على عرش القصيد تربّع وبُردةُ حرفه سلطانيةٌ فاخرة
لا يُرضيه من الشعر إلّا ماوافى نصاب الدّهشة وفاض،
شاعرٌ يُجيدُ اقتناص الصورة وقولبتها بطريقةٍ مائزة
كتب الشعر فأبكى قلب أمٍ
واعتصرنا عليها حسرة في سطور قصيدته
اليعقوبية
وأسقط الحال في جبّ الواقع
حين رامَ توصيفه في
ِ
سُلافة
وذات يأسٍ من فيافي غربةٍ،
تقمّص بوحه تجاعيد السّنون
وتساءل ،
متى الذهاب إلى الجنة ؟
هو معلّق هذه السامقة على جدار الفصيح
ﻳﺎ ﺣﺒَّﺬﺍ ﻣَﺪَﺩٌ ﻣِﻦْ ﺟُﻌﺒﺔِ ﺍﻟﻠﻐﺔِ
ﻟﺘﺴﺘﻮﻱ ﻓﻮﻕَ ﻋﺮﺵِ ﺍﻟﺸِّﻌﺮِ ﻫﻠﻮﺳﺘﻲ
ﻟﻴﺴﺘﻄﻴﻊَ ﻗﺮﻳﻀﻲ ﺧﻠﻖَ ﻣﻌﺠﺰﺓٍ
ﺗﺤﺘﺎﺝُ ﺧِﻀْﺮﺍً ﻣِﻦَ ﺍﻟﺘَّﺄﻭﻳﻞِ ﺃﺧﻴﻠﺘﻲ
ﺇﺗﻴﺎﻥُ ﺣُﺴﻨِﻚِ ﻣُﺴْﺘَﻌْﺺٍ ﺗَﺘﻤَّﺘُﻪُ
ﻭﻟَﺎﺕَ ﺣﻴﻦَ ﻣﻨﺎﺹٍ ﻓﻚُّ ﺟﻨﺪﻟﺘﻲ
ﻓﺄﻧﺖِ ﻣِﻦْ ﺭَﺣِﻢَ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯِ ﻗﺎﺩﻣﺔٌ
ﻭﻣﺜﻞُ ﻓﺎﻃﻤﺔٍ ﺷﻜﻼً ﻭﻋﺎﺋﺸﺔِ
ﺃﻭ ﺣُﻮﺭُ ﻋﻴﻦٍ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱِ ﻧﺎﺯﻟﺔٌ
ﻗَﺪِ ﺃﻃَّﻠﻌﺖُ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞَ ﺁﺧﺮﺗﻲ
ﻟﻮ ﺍﻟﻨُّﺒﻮﺓُ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥِ ﻣُﻤﻜِﻨَﺔٌ
ﻟﻘﻠﺖُ : ﺇﻧَّﻲ ﻧَﺒﻲٌّ .. ﺃﻧﺖِ ﻣُﻌﺠﺰﺗﻲ
ﻗَﺺٌّ ﻭﻟﺼﻖٌ ﺟﻤﻴﻊُ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻣِﻦْ ﺣَﻤَﺄٍ
ﻭﺃﻧﺖِ ﻧﻮﺭٌ ﻋﻠﻴﻪِ ﺑﻌﺾُ ﺻَﻠﺼَﻠَﺔِ
ﺗﺄﻣُّﻠﻲ ﻓﻴﻚ .. ﻗُﺪَّﺍﺱٌ ﺃُﺭﺗِّﻠَﻪُ
ﺗﻘﺒﻴﻞُ ﺧﺪِّﻳﻚِ .. ﺇﻳﻼﻑٌ ﻷﻭﺭﺩﺗﻲ
ﻋﻴﻨﺎﻙِ ﻭﺣﻴﺎﻥِ ﻟﻲ .. ﻻ ﺛﺎﻟﺚٌ ﻟﻬﻤﺎ
ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺎﻟﻬﻤﺎ ﺇﺟﻤﺎﻉُ ﺃﻣﺰﺟﺔِ
ﻋُﻨَّﺎﺏُ ﺛﻐﺮِﻙِ .. ﻧﻴﺴﺎﻥٌ ﺑﺄﻭَّﻟِﻪِ
ﺗﻜﻮﻳﺮُ ﺧﺼﺮِﻙِ .. ﺷُﺤﻨﺎﺕٌ ﻟﻌﺎﻓﻴﺘﻲ
ﻛَﻔَّﺎﻙِ .. ﻓﻲ ﺧَﻤْﺮﺓ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱِ ﻗَﺪْ ﻏُﻤِﺴﺎ
ﺧُﺼﻼﺕُ ﺷَﻌﺮِﻙِ .. ﻛﺸﻤﻴﺮٌ ﻟﻌﺎﻃﻔﺘﻲ
ﺑﻴﺎﺽُ ﺟِﻴﺪﻙِ .. ﺗﺸﺮﻳﻦٌ ﻗﻀﻰ ﻭَﻃَﺮﺍً
ﻣَﻊ ﻗﻤﺔٍ ﺑﺠﺒﺎﻝِ " ﺍﻷﻟﺐِّ " ﺳﻴَّﺪﺗﻲ
ﺻﻔﺎﺀُ ﻗﻠﺒِﻚِ .. ﻻ ﺷﻲﺀٌ ﻳُﺸﺎﺑﻬﻪُ
ﻛﺄﻧَّﻪُ ﺍﻟﻘﺪﺱُ ﻣﻨﺰﻭﻉُ ﺍﻟﺼَّﻬﺎﻳﻨﺔِ
ﺷﻤﻮﺥُ ﺫﺍﺗِﻚِ .. ﻻ ﺃُﻓْﻖٌ ﻳُﻄﺎﻭﻟﻪُ
ﻟﺬﺍ ﺳَﻨﺎﻡُ ﺍﻟﻤَﺪﻯ ﻳﺴﻌﻰ ﻷﺟﻨﺤﺔِ
ﺭﺅﻳﺎﻙِ ﺿﺎﺣﻜﺔٌ ﻳﺎ ﺃﻧﺖِ ﻛﻬﺮﺑﺔٌ
ﻓﻮﺍﺻﻠﻲ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻳﺎ )) ﺷﻴﻦُ (( ﻛﻬﺮﺑﺘﻲ
ﻧَﻔْﺴﻲ ﺇﻟﻴﻚِ ﻣﻦ ﺍﻟﺘَّﺤﻨﺎﻥِ ﺟﺎﺋﻌﺔٌ
ﻭﺷﻢُّ ﻋﻄﺮِﻙِ ﺇﻃﻌﺎﻡٌ ﻟﻤﺴﻐﺒﺘﻲ
ﻭﻧﻔْﺢُ ﺣﻀﻨِﻚِ ﻛﺎﻟﺠﻴﺘﺎﺭِ ﻓﻌﻠﺘَﻪُ
ﻳُﺠﻴﺪُ ﺑﻌﺜﺮﺗﻲ .. ﺃﻳﻀﺎ ﻭﻟﻤﻠﻤﺘﻲ
ﻏَﻴﺐٌ .. ﺗﻸﻟﺆﻙِ ﺍﻟﻔﺘَّﺎﻙ ﻳَﺠﻌﻠﻨﻲ
ﺩُﻟﻮﻙُ ﻋﻘﻠﻲ ﻋَﻦِ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙِ ﻣﺸﻜﻠﺘﻲ
ﻓﺼﻮﺗُﻚِ ﺍﻟﻮﺍﺭﻑُ ﺍﻟﻤﻨﺴﺎﺏُ ﻓﻲ ﺃُﺫﻧﻲ
ﻳﺤﺘﻞُّ ﻗﻠﺒﻲ ﻭﻳﺄﺑﻰ ﻋﺘﻖَ ﺟﻤﺠﻤﺘﻲ
ﻟﻮ ﺍﺳﺘﻄﻴﻊُ ﺑﻤﺎ ﺃﻭﺗﻴﺖُ ﻣﻦ ﻫَﻮَﺱٍ
ﺇﺧﺮﺍﺝُ ﻣﻜﻨﻮﻥَ ﺇﻋﺠﺎﺑﻲ ﺑﻤﻠﻬﻤﺘﻲ
ﻓﻄﺎﺣﻞُ ﺍﻟﺸﻌﺮِ ﺗﺄﺗﻴﻨﻲ ﻣُﺒﺎﻳﻌﺔً
ﻭﺍﻟﺸِّﻌﺮُ ﻗِﺒﻠﺘﻪُ ﺗﻐﺪﻭ ﺇﻟﻰ ﺟِﻬﺘﻲ
ﻫﻴﻬﺎﺕَ ﺳﻴَّﺪﺓُ ﺍﻷﻗﻤﺎﺭِ ﻣﻘﺪﺭﺓٌ
ﺃﻥْ ﺗﺤﺘﻮﻳﻚِ ﺑﻴﻮﻡٍ ﻓﻲ ﻣُﻌﻠَّﻘﺔِ
ﻭﻟﺴﺖُ ﺑﺎﻍٍ ﻭﻻ ﻋﺎﺩٍ ﻷﻣﻨﻴﺔٍ
" ﻣﻮﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻙِ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﺃﻣﻨﻴﺘﻲ
من هو هذا الأبعاديّ الشاعر ...؟