أبحثُ عنّي أحياناً ..
فلا أجدني
فأَعْجَبُ كيفَ تُهتُ عنّي وأنا لمْ أُفارِقُني كظلٍ مُلازِمْ
وحِينَ أتأملُ مساراتِ زمنٍ
أعْجَبُ مِن تلكَ الخُطى التآئهة في سراديبِ الأيامِ وتعاريجِ الطريق
فأحْمِلُ نفسي على نفسي
ربّما طريقٌ يصِلنِي
فأَجِدُنِي هُناك ..
حيثُ تُهْتُ عنّي
حِينَ أضَعتُنِي
فلا أجِدُ غيرَ سرابِ الأيامِ ينتِظرُ على قارعةِ هجيرِ الوقت
فيزدادُ كرّْبي ويشّْتدُ حُزني
فأَمْضِي مُتدثّراً بتباشيرِ صُبْحٍ لاحَ نُورهُ
فتَرُوعُنِي ظُلُمَة ليلٍ يغشَانِي بسَوادُهِ
فأَصّْرُخُ مُنادياً .. أنَا
لعَلَّنِي أسْمعُنِي فأنجُدني
فَيرّجعُ إلَيَّ صَدى صوتِي مُخَضّباً بأَسى أمْسِي
فأَعُودُ الْقَهْقَرى
فَأُخْبِرنِي بأَنِّي لاأعُودُ .. فأَعُودُ
ولا أمضِي فمَضَآء
فأَقِفُ حَيثُ كُنْتُ أمّسِي