ويسألني البدر ..من أنا ؟
ينتشلني السؤال من قاع المكان والزمان لأجدني على خدود العمر دمعة حنين سحّت على ماضٍ لا يعود ..أجدني في المآقي نظرة حيرى ترحل في دروب القادم يحدوها مصير مجهول
من أنا ؟
في مدينتي المطرز ليلها بأنفاس الساجدين , العبق ترابها بأجساد الطاهرين , في تلك المدينة الضاربة جذورها في تربة التاريخ نوراً وشموخاً ولدت ..بين وردها ونخيلها انطلقت صرخة الحياة الأولى والأمنية الخاتم أن تكون هي بوابة مغادرة الأنفاس الأخيرة
يوسف الحربي ..بدوي يذرع دروبها المضيئة خطى ثابتة ..أثوابه العصرية وعطوره الباريسية لا تخفي رائحة الأجداد في داخله
العمر حلم ممتد بين الممكن والمستحيل , بين التأمل والتألم تضيع السنوات ويبقى تحقق الحلم هو قيمة العمر الحقيقية
العمر طريق لا تحسب مسافاته بالسنين ولكن بلحظات الحياة السعيدة
بالمأكل والمشرب ينمو الانسان ويكبر وبالحب فقط نجد الانسان المفقود في دواخلنا
الحياة الحقيقية ميزان محور ارتكازه الحب وكفتاه أنا وهي .. هي وهي فقط الاستمرار بإشعال يقظة الحياة في منابت الروح واكتمال يوسف .
بين حقول الحرف وبيادر المعرفة فلاح أنا يسقي تلك البراعم الصغيرة ( طلابي ) قطرات علم من حصيلة دراسية تتكيء على ذراعي الفيزياء والرياضيات ..فلاح / معلم يمنح البراعم حقائق ونظريات وروحه معلقة بأفق تورّد بالأخيلة أدباً وشعرا
يوسف الحربي ..انسان أراد أن يقول شيئاً في زمن تلوّنت كلماته حين غدت لغة المكياج هي لغة التخاطب السائدة فيه ..
أراد أن يقول شيئا في زمن توارت فيه شمس الحقيقة وراء أغبرة نشرتها رواحل الفوضى في تعرجات الحياة
.
.
أيها البدرمتى تُشعل أناملك سطور الليل نوراً ومتى تكف عن سكب الضياء ؟!