أيها البدر
مُذ وعينا على الدنيا والتفرقة المذهبية تنحرنا والعصبية القبلية تجثم فوق صدور تقدمنا
نار تأكل القدرة على الوقوف ..نار أشعل حطبها القادم من وراء الحدود حقداً والعائش بيننا دسيسة ..ابتلاء هذه الأمة في المنافقين الذين أعناقهم دوماً تشرئب نحو مقبض الخنجر المتجه نحو خاصرتنا ..ومازالت الطرق ملأى بصنائع الحقد العقدي
أيها البدر
الحرية هي المتكأ في فعل الحياة , هناك حرية مطلقة تبعث على الفوضوية وهناك حرية مقيدة تخلق الانضباط ..أملك مساحات الحرية في أن أحاور من أشاء ..أن أتحدث وأصمت ..أن أشرع ذارعي وأصم أذني ..أن أصفق وأرفع سبابة الاحتجاج
ولكن ليس لي الحرية في أن أمحو الآخر لأن في المحو عجز ..
الاشكالية في حوار التوجهات والثقافات يكمن في افتقاد أدب الحورا وأدب الخصام والمشكلة الأكبر في التفكير الاستباقي حين محاورة الطرف الآخر .. إن لم تكن معي فأنت ضدي ..ذاك هو دربهم
الاقصاء هو رفض وعدم قبول وفي هذا حرية , هو رفض لشخص يتقيأ الكلمات سموما
أمارس الاقصاء مع الببغاوات الذين لا يملكون فكرة ولا يعون ما يقولون , إن هم إلا ألسنة مرددة وعقول معطلة
,
,
,
أيها البدر
في أحد شوارع بغداد وأمام محل لبيع الفواكه والخضار , وقف رجل ينظر لـ الحرائق المشتعلة والأشلاء المتناثرة ..لـ أزيز الرصاص وصيحات الهلع ..وضع يده على الطماطم وأمسك بواحدة ..عصرها ثم انصرف
ما توحي لك هذه الصورة التي رسمها يوسف ؟