.
.
.
مساءنا إسلام نقضوا
عُراه عُروةً عُروة
مساءُنا عروبة يموتُ
حلمها في رحم حُلم
أيها البدر
في أحد شوارع بغداد وأمام محل لبيع الفواكه والخضار ,
وقف رجل ينظر لـ الحرائق المشتعلة والأشلاء المتناثرة ..
لـ أزيز الرصاص وصيحات الهلع .. وضع يده على الطماطم
وأمسك بواحدة ..عصرها ثم انصرف
ما توحي لك هذه الصورة التي رسمها يوسف ؟
"مصيرنا أصبح كـ "حبة الطماطم" تلك
تعصرها أطماعٌ أمريكية/صفوية"
صورة مؤلمة..
توحي لي بألف خيبة وخيبة
وقصة خوف مدفونة
بطفولة قديمة شقية
ألهبتها خطب وقمم
بخفايا عهدٍ ماضٍ
وخبايا عهدٍ جديد
بشابٍ بكى لموت "فهد"
وشيخٍ دمع لشنق "صدام"
وآخرون شدّوا الحزام

آهٍ يا يوسف..
كنا صغاراً
لا نعرف من حياتنا
سوى حضن أمهاتنا
لا نرى من العالم
سوى ساحة بيتنا
لا نعرف من الوجوه
سوى وجه والدنا الطيب
لا نسمع من الأخبار
سوى ما تنقله لنا والدتنا
من زواج ابن عم
ولادة خالة وسفر قريب
أقصى ما نتمنى لعبة
ثم نومة هادئة
قلوبنا بيضاء
نرى العالم يشع نقاء
لا نعرف من يشاركنا عالمنا
لا نعرف أمتنا ولا قادتنا
ولا حتى حدودنا
كبرنا وكبرت عقولنا
أشياء تغيرت
ورؤى تبدلت
وأحلام تبددت
كبرت لأمسك "الريموت كنترول"
أتنقل بين قنوات شتّى
أتابع عالماً طالما غاب عني صغيراً
أتنقل بين أخبار أمتي
ومن يشاركها الحياة من الأمم
عندها تفتحت عيناي على العالم

لأرى "لأقصى" أسير
و"العراق" سليب
لأرى جراح الأمة كل يوم تزيد
لأشاهد دجلة والفرات تسيل دماً
لأرى أمتي دويلات مقسمة
وكل دولة من شقيقتها خائفة
وبعدوها مستنصرة
لأرى أمتي شعوباً مستعبدة
لأرى الحثالة تعتلي المنابر
والصفوة تكتم أصواتها
لأرى الحق صامت والباطل يتكلم
على ألسنة شياطين من جلدتنا
لأرى النفاق والرياء وشراء الضمائر
لأرى دروساً تعلمتها في مقرر التاريخ
كانت مجرد حبر على ورق..!
العزيز يوسف..
بعيداً عن مرارة الواقع..
أهرب لنصوصك..
فأجد الأنثى سيدة الموقف في أغلبها..
ترى..
هل خلت الحياة من كل شيء إلا الأنثى..
تلك التي ينظم لها جلُّ الشعر والنثر..
أم أنها هناك رمز يشير لأكثر من غاية
وأكبر من مجرد أنوثة وقصة عشق...؟
