رياحُ زمن
وحنينٌ وألم
وسُفنٌ ترسوا بِلا مِينآء
وأُحجيةُ عجوزٍ بِلا معنى
وحُطامُ إنسانٍ ينشدُ الهدوءَ في مدن الأحلام
وحربٌ وسلام
ونوتةُ عازفِ الأوهام
وسرابُ أيام
مترادِفةٌ تتبعها مترادفة
وحيرةٌ تتبعها حِيرة
وخُطى تتبعها خُطى
وهُو يحثُ الخُطى
فأنهكهُ المسير
فنظَر النُجوم
ربّما هُدى فِي ظُلمةِ مَسِير
فأنهكَ جسداً عارياً لهيبُ سُمُوم
وحِينَ غُروبٍ وأُفول
رأى خيالاً عابِراً فِي ظُلمة ليلٍ بهِيم
فأنَاخَ رِكَاب
ونَادى بصوت أثقلتهُ السُّنون
فكان رجعُ الصدى
أنْ ليس إلاّ عابرٌ
ويآئسٌ .. ومكلوم
فأعَادَ النِدآء
رُبَّ عابِرُ سبيل
فتزلزلتِ الأرضُ
.. بِزلزالِ حَنِينْ
ونادى صوت خَيالُ
أيَا .. أيُها العابِرِ سِنين
أمَا زِلتَ هُنَا
ترجُو ذِكرى حَنُون !
.... وبعد صمتٍ بَكَى
وبَعدَ بُكَآءٍ .. بَكى
رُوحٌ ولهى
وجَسَدٌ أنهكتهُ سُنون ..
فسمِعَ مِعَولَ حفّارِ القُبُور ..
فأخرجَ الكفَنَ ونظرَ إلى سَمَآء
وكتبَ على شاهِدهِ
أيَا أيُها الراحِلُ إلى ..
مَن قدْ كانَ يوماً هُنَا ..
حِينَ تراهُ فألثمْ مِنهُ وجهاً و ....