معدل تقييم المستوى: 235
. . . حدثني عن فيروز وتربعها على تضاريس الأذن العربية ؟ - البداية: صرخة ملائكية في منزل متواضع في جبل الأرز في لبنان في 21 نوفمبر عام 1935 - والحكاية: حلم صغيرة أطلقت آهاتها الأولى عبر شبابيك منزل رتيب تبث للطير ورائحة البساتين أحلاماً صغيرة في صورة ترانيم عفوية تحاول قراءة المستقبل والتنبؤ بما تخفى ظلمات بيروت -والنهاية: صوت عربي جمع قلوب العرب على "طاولة" أغنية واحدة في أكثر من يوم وشهر وسنة..! - ومابينها: قصة إنسانة كانت على موعد مع الفقد مرتين ورغم ذلك لا زالت تمتع الأذن العربية بفقد لذيذ للهمّ ومرارة الواقعية كلما انبلج صوتها صُبحاً..! "حبيتك تنسيت النوم" "سألوني الناس عنك يا حبيبي" " زهرة المدائن" "نسم علينا الهوا" "حبيتك بالصيف" "لبيروت" ........" إلى آخر فيروز..! يكفيها أنها قاسمت القلوب الحالمة فنجان القهوة الصباحية لسنوات وسنوات من الأحلام والخيبات والتطلعات يكفي أن "الصباح" لا يولد في البيوت العربية إلا مع "صوتها" وفنجان قهوة عربية ترتسم على وجهها أحلامنا المؤودة والمنتظرة يكفي أن "فيروز" ألغت الحدود ونقاط العبور وإختلاف اللهجات وعنصرية الرغبات بصوتٍ خرق أكبر قيود القوميّة وأذاب فواصل التاريخ على "خارطة طريق" طربية تنشر الفرح والأمل رغم رائحة البارود والإحتلال والدم العربي المسفوح أرضاً..! هي أكثر من صوت أكثر من أغنية وأكثر من طرب..! هي إتفاق عربيّ يتيم وأكثر..! هي إتحاد أحلامٍ صباحية وأكبر..! بإختصار.. هي "فيروز" فقط...!