[يوسف الحربي]

أيها البدر
تحية تليق بـ سناك

يوسف..
مارأيك بـ التكلّف في إنتقاء الألفاظ الصارخة
وأحياناً المصطلحات الدينية والإقتباسات القرآنية بـ كثرة بحجة السير في دروب الحركة الحداثية..؟

أيها البدر
القرآن دستور وشرعة ومعجز ..يتدارسه أهل الفقه وأهل النحو البلاغه وغيرهم ..وكلاً من هؤلاء يسكب منافع القرآن في القدح الذي يريد
ألفاظ القر، أزاهر بين أيدينا ننتقي منها ما يجعل النص أكثر جمالاً شرط أن نحافظ على دلالة اللفظ ومناسبة سياقه للنص لا أن يحشر في الشرق وأنفاس معانيه في الغرب
لو لاحظت نصوص أهل الحداثة في بلادي لوجدتها معدمة الفكرة وهو يعرفون هذا ويعوضون ذلك بالسرقة المرتدية ثوب الاقتباس والتناص ..تلك الاقتباسات القرآن التي يلجأون إليها ماهي إلا تشويه للآية ومسخ للقالب الذي يتكئون عليه
قال أحدهم ..وهزي إليك بجذع الشوق تساقط عليك عشقاً جنيا ..ماذا أضاف هذا سوى أنه سرق آية وعبث بدلالتها وبلاغتها ...
النص / فكرةً أنثى جميلة في ذاتها والتنميق هو ما تضعه من مساحيق وحلي وما ترتديه من فاخر الثياب لتزداد حسناً وبهاء
التكلّف يمحو الأصل ..القبيحة تتعمد التلكف لتشغل الأعين بهذا التكلّف عن قبح وجهها
كثيرة هي النصوص المتكلفة والتي تدور في دائرة مفرغة مماسها هذا التكلف ومركزها توهان وضياع فكرة ..
كما هي القبيحة تلجأ للتكلّف كذاك فقراء الأفكار يلجأون لهذه الكلمات الصارخة
نصوص هؤلاء العجزة كالأضرحة التي تسحر العين بالرخام الذي يعلوها بينما هي تضم رفاتاً وديدانا

يوسف..
لم ألمح لك ركناً في أبعاد الهدوء
هل أنت إنسانٌ يستهويك الصخب ولا تميل لمن يقرأك صامتاً..؟

أيها البدرربما في أبعاد لم أشارك في القسم الهاديء ولكن لي مشاركات في ذات القسم بكل من منتديات حرف ومطلع الشمس ..
لا يستهويني الصخب والزحام ولكن يستهويني التجوال في مشاعر الناس وعقولهم
,
,
,
أيها البدر

نتجمل بالذكريات ونواصل التنقيب بكل ألوان التشوّق في الحنين للأيام السالفة
هل تحوّلنا إلى حضور يعجز عن ولادة الشعور ؟
......
...
على قضبات الحياة قطارات أغانس دافئة ..أي قطار أغنية ذاك الذي تتعلق به لتخرج من زحام النفس وصخب ايقاع الزمن لـ تنطلق مع الحلم بكثافة العشق وتعطشك لفء الحنان
حدثني عن تلك الأغنية ؟
......
...
في صقيع الأيام وعتمة الدروب يأتي هذا الانسان شمعة تضوء وعطر يضوع , يضمد جراح الوحدة ويبسلم تشققات جفاف الرئة ..
من هذا الصديق وماهي الصداقة ؟

الحربيـ يوسف