.
.
.
"مساءكم رضا من الله"
أيها البدر
نتجمل بالذكريات ونواصل التنقيب بكل ألوان التشوّق في الحنين للأيام السالفة
هل تحوّلنا إلى حضور يعجز عن ولادة الشعور ؟
حين نصبح أسرى لتلك الذكريات
نعيش في كبسولة زمانها وأحداثها
قد نصبح عاجزين عن الذوبان في حاضرنا
هناك من يعيش حياته
ويطعمها بومضات ذكرى من حين لآخر
وهناك من يعيش حياته على الذكرى
متقوقعاً على مجد سالف الأيام
الذكريات جميلة حين تأتي كـ "مقبّلات"
تفتح "شهيّتنا" للحياة والعيش
لا أن تكون "الوجبة الرئيسية" في يومنا
الذكريات خطيرة حين تسيطر على العقل والقلب
لذا أحاول المرور بينها بحذر وخفة ودون توغل
وإلا فكل مامضى من سالف أيامنا يستحق
ألف دمعة شوق وحزن وربما ندم على ماضينا
***
على قضبات الحياة قطارات أغانٍ دافئة..
أي قطار أغنية ذاك الذي تتعلق به
لتخرج من زحام النفس وصخب ايقاع الزمن
لـ تنطلق مع الحلم بكثافة العشق وتعطشك لدفء الحنان
حدثني عن تلك الأغنية ؟
عن العشق تحدث العربُ كثيراً في أغنياتهم
لكن من الأغاني التي تسافر بي عنّي:
"أعترف لك"
لا هي نار ولاهي ما
ولا هي غيمة ولاسما
إن حكت.. غنت سنابل من رضا
والسكوت.. إن صار نيران الغضا
يارضاها.. وقف وناظر شوي
شف غلاها..
كيف سوى بشخص حي
وكيف حي ولا لقاها..
وان لقاها ما بقى
في يدينه شي
غير إنه يحتريها
سولفي للناس عني
قولي إني ما عرفت
اختار من قلبي يحبه
سولفي للناس عني
ماعرفت.. اقرأ وجوه
الحاضرين من الاحبه
اعترفلك.. إني فعلاً ما عرفتك
ما قدرت أوصل لحل وما فهمتك
تجمعين الضد في كل الأمور
غامضة مرة.. ومرة مثل نور
تشبهين أيام.. أوقات الخريف
وتمطرين أحيان.. إحساسك زهور
آه من قلبي نصحته
بس عيا ينتصح نبضه يبيها
آه منه ليه عيا
ليه عزم يترك الكون ويجيها
ماقدرت ألقى لهذا القلب حل
الجواب أقفى بظله وارتحل
ما بقالي غير انتي ياغريبه
يارحيل العمر فيني يا حبيبه
صدقيني صرت من بعدك أخاف
وأعترف إن الخلاف واسع طريقه
وإننا ما نلتقي .. في أي شي
فينا اختلاف .. فينا اختلاف
وللأسف هذي الحقيقة..!
في كلّ مقطَع مدمَعْ
وفي كل حرْف نَزف
إعتراف يليق بقامة العشق
لأنثى من بعدها صرت أخاف..!
من كل شيء..
حتّى أنا..!
***
في صقيع الأيام وعتمة الدروب يأتي
هذا الانسان شمعة تضوء وعطر يضوع ,
يضمد جراح الوحدة ويبسلم تشققات جفاف الرئة..
من هذا الصديق وماهي الصداقة ؟
الصداقة هي الصدق مع من اصطفاك صديقاً
قولاً وفعلاً وحتى تفكيراً بينك وبين نفسك
الصداقة نعمة بدونها الحياة أشبه بغابة محترقة
كثيرون يخلطون بين الصداقة وبين الزمالة أو المعرفة
الصداقة لا تأتي بسهولة ولا تذهب بسهولة
عمرها بعمر الحياة وتضحياتها تتجاوزها
ولا أخفيك أنّي أيضاً "صديقُ" نفسي..!
كم أحب أصدقائي رغم قلتهم
أعطوني كثيراً رغم بخل وقتي معهم
ولعل أقربهم لي حالياً في ظلال الغربة
ذلك "الشابّ" الذي يتنفس معي الحُلم والأمل
رغم خيبات الحظ وغدر الأيام لازلنا نحاول الخروج
من رحلتنا بأقل قدر من الأحزان والآلام..!
\
يوسف..
الوطن.. مولد بالفطرة.. وذكريات وأحضان..
حين يسلبه منك قُطّاع ضمير وحقّ
هل يحب الإنسان وطنه ولو جار عليه..؟
الحب..
وسؤال حيرّ القلوب..
هل أنتَ من المؤمنين بوجود "الحب العذريّ"
الذي تحدّث عنه أجدادنا الأوائل..
أكان موجود قديماً أم مجرد روايات موروثة
وإن كان حقيقة لمَ لمْ نتوارثه منهم
فوأدنا الحب وحرّمناه في زمنٍ
طغت فيه المادة والجنس على الحياة..؟
