من أجمل قصائد مجنون ليلى....
أَلاَ فِي سَبِيلِ الحُبِّ مَا قَدْ لَقِيْتُهُ ** غَراماً بِهِ أَحْيَا وَمِنْهُ أَذوبُ
أَلاَ فِي سَبِيلِ اللهِ قَلْبٌ مُعَذَّبٌ ** فَذِكْرُكِ، يَا لَيْلَى، الغَدَاةَ طَرُوبُ
أَيَا حُبَّ لَيلَى لاَ تُبَارِحُ مُهْجَتِي ** فَفِي حُبِّهَا بَعدَ المَمَاتِ قَرِيبُ
أَقَامَ بِقلْبِي مِنْ هَوَايَ صَبابَةً ** وَبَيْنَ ضُلوعِي وَالفؤادِ وَجِيبُ
فَلَوْ أَنَّ مَا بِي بِالحَصَى فَلَقَ الحَصَى ** وبالرِّيحِ لَمْ يُسْمَعْ لَهُنَّ هُبوبُ
وَلَوْ أّنَّ أَنْفاسِي أَصَابَتْ بِحَرِّهَا ** حَدِيداً لَكَانَتْ لِلْحَدِيدِ تُذِيِبُ
وَلَوْ أنَّنِي أَسْتَغْفِرُ الله كُلَّمَا ** ذَكَرْتُكِ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيَّ ذُنُوبُ
وَلَوْ أَنَّ لَيْلَى فِي العِرَاقِ لَزُرْتُهَا ** وَلَوْ كَانَ خَلْفَ الشَّمْسِ حِيْنَ تَغِيبُ
أُحِبُّكِ يَا لَيلَى غَراماً وَعِشقَهُ ** وَلَيْسَ أَتَانِي فِي الوِصَال نَصِيبُ
أُحِبُّكِ حُبَّاً قَدْ تَمَكَّن فِي الحَشَا ** لَهُ بَينَ جِلْدِي وَالْعِظامِ دَبِيبُ
أُحِبُّكِ يَا لَيلَى مَحَبَّةَ عَاشِقٍ ** أَهَاجَ الهَوَى فِي القَلْبِ مِنْهُ لَهِيبُ
أُحِبُّكِ حَتَّى يَبْعَثُ اللهُ خَلْقَهُ ** وَلِي مِنْكِ فِي يَوْمِ الحِسَابِ حَسِيبُ
سَقَى اللهُ أَرْضاً، أَهْلُ لَيلَى تَحُلُّهَا ** وَجَادَ عَلَيْهَا الغَيْثُ وَهوَ سَكُوبُ
لِيَخْضَرَّ مَرْعَاهَا وَيُخصِبَ أَهْلُهَا ** ويُنمِي بِها ذَاكَ المَحَلَّ خَصِيبُ
أحبك ياليلى:
أُحِبُّكِ يَا لَيلَى مَحَبَّةَ عَاشِقٍ. *** عَلَيهِ جِميعُ المُصْعَبَاتِ تَهونُ
أُحِبُّكِ حُبًّا لَوْ تَحِبِّينَ مِثلَهُ *** أَصَابَكِ مِنْ وَجْدٍ عَلَيَّ جُنُونُ
أَلاَ فَارْحَمِي صَبًّا كَئِيباً مُعَذَّباً *** حَرِيقُ الحَشَا مُضْنَى الفؤادِ حَزِينُ
قَتِيلٌ مِنَ الأَشْوَاقِ، أَمَّا نَهَارُه. *** فَبَاكٍ، وَأَمَّا لَيلُهُ فَأَنِينُ
لَهُ عَبْرَةٌ تَهمِي وَنِيرَانُ قَلْبِه *** وَأَجفَانِه، تُذرِي الدُّمُوعَ، عُيونُ
فَيَا لَيتَ أَنَّ المَوتَ يَأْتِي مُعَجِّلاً *** عَلَى أَنَّ عِشْقَ الغَانِيَاتِ فُتونُ
أصور صورة:
أُصَوِّرُ صُورَةً فِي التُّرْبِ مِنْهَا. ** وَأَبْكِي إِنَّ قَلْبِي فِي عَذابِ
وَأشْكو هَجْرَهَا مِنْهَا إِلَيهَا. ** شِكَايَةَ مُدْنَفٍ عَظِمِ المُصَابِ
وَأَشْكو مَا لَقَيْتُ وَكُلَّ وَجْدٍ ** غَرَاماً بالشِكَايَةِ للتُّرَابِ
يَمِيلُ بِيَ الهَوَى فِي أَرْضِ لَيلَى ** فَأَشْكُوهَا غَرَامِي والتِهَابِي
وَأُمْطِرُ فِي التُّرَابِ سَحَابَ جَفْنِي. ** وَقَلْبِي فِي هُمومٍ واكْتِئَابِ
وَأَشْكو للدِّيَارِ عَظِيمَ وَجْدِي. ** وَدَمْعِي فِي انْهِمَالٍ وانْسِيَابِ
أُكَلِّمُ صُورَةً فِي التُّرْبِ مِنْهَا ** كَأَنَّ التُّرْبَ مُسْتَمِعٌ خِطَابِي
كَأَنَّي عِنْدَهَا أَشْكو إِلَيهَا ** مُصَابِي وَالحَدِيثُ إلى التُّرَابِ
فَلاَ شَخْصٌ يَرُدُّ جَوَابَ قَوْلِي ** وَلاَ العِتَّابُ يَرْجِعُ فِي جَوَابِي
فَأرْجِعُ خَائِباً وَالدَّمْعُ مِنَّي ** هَتُونٌ مِثْلُ تَسْكَابِ السَّحَابِ
عَلَى أنِّي بِهَا المَجْنُونَ حَقًّا ** وَقَلْبِيَ مِنْ هَوَاهَا فِي عَذَابِ
أبوس تراب رجلك:
أَبُوسُ تُرابَ رِجلِكِ يَا لَوَيْلِي ** وَلَولاَ ذَاكَ لاَ أُدْعَى مُصَابَا
وَمَا بَوسُ التُرابِ لِحُبِّ أَرْضٍ ** وَلَكنْ حُبُّ مَنْ وَطِئَ التُّرَابَا
جُنِنْتُ بِهَا وَقَدْ أَصْبَحْتُ فِيهَا ** مُحبًّا أَسْتطِيبُ بِهَا العَذَابَا
وَلاَزَمْتُ القِفَارَ بِكُلِّ أَرْضٍ ** وَعَيْشِي بالوُحوشِ نَمَا وَطَابَا