في رِحْلةِ العَدْلِ قالَ القلبُ نَصِّفْنِي
وإنْ استَطَعْتَ دَعِ النِّصْفَيْنِ للنَّـاسِ
فقلتُ كَيْفَ و نِصْفُ القَلْبِ يَكْفيهم
وأُوْدِعُ النِّصْفَ أسْراري وإِحْسَاسِي
فقالَ كَلا فَهُم عَدَدُ الحَصَى وهُـمُ
أنْقَى مِن الدُّرِّ واليَاقوتِ و المَـاسِ
لنْ يُرهِقوكَ وقَد رَحُبَتْ صُدورُُهُمُ
فاحْرِصْ عَلَى حُبِّهِم يأَيُّهَـا القَاسِي
فقلتُ مَنْ هُم فقالَ ولَسْتَ تُبصِرُهُم!
أَعْمَى البَصِيْرَةِ يُبصِرُ فَارِغَ الكَاسِ
فيسْكُبُ الآخَـرَ المَمْلُوْءَ مُمْتَعِضَاً
والكَأْسُ يَصْرُخُ مَا نِصْفِي بِمِقيَاسِ
لَوْ تَغْمُرُوْنِي بِطُهْرٍ مِن مَحَبَتِـكُم
حَتَّى أُفيْضَ فأرْوِي سَـائِرَ النَّـاسِ