منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ليس الآن.. (رواية)
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-24-2018, 11:46 AM   #21
عمرو مصطفى
( كاتب )

الصورة الرمزية عمرو مصطفى

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 4577

عمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


(7)
ظل رجال اللجان الشعبية يضحكون ويتندرون على نوسام وفريقه بعد أن استمعوا إلى ما جرى لسمكة و وزة.. كان سمكه يراهنهم على كل ما في جيبه أنه قادر على خداع نوسام للمرة الثالثة..
ولأول مرة رتب جلال على عاتق سمكة وهو يقول مبتسماً :
ـ لقد تحولت إلى بطل شعبي يا سمكة ..
ـ مثل أبطال (الحواديت)؟
تعالت الضحكات من حوله على حين ظل نادر صامتاً لبرهة وهو ينظر لسمكة ووزة .. بلطجية الأمس أبطال اليوم ...
ثم اكتشف أن الجميع سكت بانتظار تعليقه فابتلع ريقه وقال :
ـ ربما غداً تكتشف أنك كنت أعظم من كل أبطال (الحواديت).. على الأقل أنت حقيقة يراها الجميع ..
ثم إنه استدار في مواجهة الجموع المحيطة.. وأخذ يتفرس في وجوههم.. جلال.. محسن.. المعلم فوزي ..الشيخ حسن الفقي..
شاع على وجهه البشر مردفاً :
ـ الحقيقة أنكم كنتم جميعاً أبطال تلك الملحمة.. سيتوقف التاريخ طويلاً أمام ما فعلتموه هنا في شرق المدينة..
وفي زاوية المشهد وقف العوادلي يداعب ذقنه بأنامله .. يبحث له عن دور من أدوار البطولة التي توزع .... ولما تأكد أنه خارج إطار البطولة قرر أن يجد لنفسه موضع حجر .. رفع كفه ونعق مثل الغربان ..
ـ ربما نكون قد دحرناهم في الشرق .. لكن مازال الغرب بأيديهم ..
التفتت إليه الوجوه .. وشاعت ابتسامة رائقة على وجه نادر وهو يصيح :
ـ ومن قال أن التاريخ سيتوقف هنا في الشرق للأبد.. ألا تشاهدون ...
وتحرك المعلم فوزي ناحية شاشة المرئي الضخمة التي أحضرها من المقهى لتسلية المقاومين وقام بتشغيل البث المباشر لأخر الأخبار .... الأخبار تأتى من الغرب يومياً تحت سطوة الظلاميين ... فالمذيع من هؤلاء يذيع الموجز وهو يتلفت حوله .. لو أخطأ في حرف فستكون نهايته السريعة وإلا فالكل ينتهى أمره إلى طعام .. اليوم خرج المذيع على الشاشات هادئاً ثابتاً مستقراً ......
وانعقد حاجبي العوادلي و احولت عيناه تقريباً وهو يستمع للمذيع الواثق يقول :
ـ انتهى الكابوس .. سقط قائد الظلاميين في الشرق أسيراً وجاري السيطرة على فلول الظلاميين في الغرب ....
واختفت صورته لتظهر صورة حية من الشارع في الغرب .. جحافل من الشعب الذى قرر ألا يكون طعاماً للظلاميين .. يطوفون بالشوارع.. والويل كل الويل لأى ظلامي عاثر الحظ يقع في طريقهم .. وفي السماء حلقت طائرات تابعة لقوات السلطة ..
معظم السلاح الخفيف والثقيل والآلات العسكرية مخبئة في مخازن سرية غرب المدينة ولابد أن نصل إليه..
وتصايحت الجموع ملوحة لسرب الطائرات ..
والتفت جلال بحدة إلى نادر الذي بادله النظرات التي تداري الكثير
وعادت صورة المذيع مع صوته :
ـ لقد عادت السلطة المتوارية .. عادت إلى ميدان المعركة ..عادت إلى الشعب ..
كاد العوادلي أن يفقد وعيه على حين تعانق محسن مع المعلم فوزي .. ورفع جلال قبضته وهزها في قوة... وهرش سمكة مؤخرة رأسه في عدم فهم... وعقد نادر ساعديه أمام صدره وهو يبتسم في رضا .
وبعين الخيال رأى وجه ما.. وجه أسود مكفهر.. يتابع الأخبار بعينين لا تريان.. لو كان نوسام آدمي المشاعر لمات بالفالج الأن..
ـ ألم يحن الوقت بعد؟
التفت نادر فإذا بجلال ينظر إليه نظرة إجلال.. فابتسم في غموض واطرق للأرض متسائلاً :
ـ لأي شيء؟
حك جلال أنفه وهو يضيق عينيه قائلاً :
ـ لنعرف حقيقة من كان يقودنا..
اتسعت ابتسامة نادر غموضاً وهو يرنو للأفق..
ـ أتدري يا جلال.. هذه المدينة التي تضمنا جميعاً.. بشرقها وغربها.. مدينة مغرقة في العراقة والقدم.. وليست بالسهولة التي قد تبدو عليها أمام الأخرين.. إنها أصعب وأمنع مما تتخيل.. وستظل كذلك إلى ما شاء الله..
ـ كنا على علم منذ البداية بما سيحدث أليس كذلك؟.. لم يكن في تحركاتنا أي ارتجال.. فلماذا تركناه يحدث؟
شرد نادر كأنما يستعيد ذكرى ما.. وبدأ يهمس كأنما يحدث نفسه:
ـ الخطة كانت كما يلي.. سنمتص الصدمة.. مهما كانت الصدمة مؤلمة .. سنمتصها.. وفي الوقت المناسب سنرد الرد المناسب.. هذه كانت الخطة وعلى هذا كان العهد..
ـ عهد من؟
ـ عهد الرجال..
غمز جلال بعينه قائلاً :
ـ كلنا رجال..
أومأ نادر برأسه واكتسى وجهه بالأسى :
ـ أتحدث عن الرجال الذين لا يعرفهم أحد.. ولا يتذكرهم أحد إلا كالحلم العابر الذي تنسى تفاصيله بمجرد الاستيقاظ.. لكن يظل مذاقه في حلقك ما حييت..
ـ تتكلم مثل الشعراء..
ابتسم نادر بركن فمه وشردت عيناه مرة أخرى بعيداً وهو يهمس:
ـ كذلك هم.. فرسان شعراء..
***





 

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس