نَــــصـــــل ُ وَجَـــــــع

أتنفَّسُ من نصلِ وجع
أشهقُ على جرفِ الصدى
أنا صهيلُُ غدٍ يحتضر
بين زفرات السَّحَر
يبتلعُ فحيحَ أقداحٍ
مُلِئت بريح ٍصرصرٍ عاتية
مَنْ ذا يُخفف حملاً مسفوحاً
على متنِ ذاكرة تشتعلُ بين جدران الضجر
وتنكسرُ مثلَ قوارير العتب
لا فصولَ على ما يبدو ستعبُر
في بساتينَ أشواكُها نازفة
من سبعٍ عجاف
أدمتْ كفيَّ من حرث الحجر
جروحٌ مثخنة بجسدٍ خدَّره الوجل
فراغٌ ينحني تحت وطأة الصمت
يلفظُ أسمالَ الشؤم
وأناشيد الشوارع البائسة
وحكايا مازالت على الثياب بقعاً من حبر
حين تراشقنا الكلام
تطايرت الأرصفةُ مثل الورق
***
هواءٌ باردٌ يلفحُ قلبي
يطقطقهُ مثلَ الحطب
شواظُ حبٍ تُلهبُ أدمُعي
تتكاثف على خد الشفق
لتمطرَ أحلاماً تنمو فوق أسوارِ الحرائق
ترسمُ عند حدود نظراتها
وجهَ وطن ٍ بلا مِحَن
تسافرُ إلى أحضان القمر
تسرقُ وجهَ المدينة
فتغرقُ بالوحدة أزقتها الدافئة
مَنْ يربتُ على خلجات الضباب
في غرفٍ تئن فيها أسرارُ أمل
يُكفكف أنينَ ليالٍ ٍ تدور كطواحينَ معصوبةِ القدر
***
يا دنيا ملثّمة
تباريحك ثنتني
وَشَمَتْ على خاطري برمحٍ ٍ من فزع
أهيمُ خارجَ المجرَّة
وأغرقُ في أضواءٍ سقطت مثلي صُدفةً
على شبابيك عارية
بلّلتها صيحات ُ الأرق
تعالي خذيني
ها قد أوقدتُ العمرَ سُدىً
والبرد مازال جاثياً في الصدر
لُفّي على الخاصرة يديكِ … سافرة ً
ودثريني بأهدابِ سلامٍ
إن جنحَ للقلب جنحتُ له
ولو قرباناً على المذبح