حديقةُ القصرِ .. لا ظلٌ ولا عٙبٙقُ
.................. كأنّها شِعرُ مٙن بالشِّعرِ يرتزقُ
كأنّٙ أسوارٙها : أرضٌ على سفرٍ
.............. تغرّبٙتْ .. وبنوها بالمدى علِقوا
حديقةً سرتُ مضطراً بجانبِها
............... وما تٙرنمتُ .. إنّي عابرٌ قٙلـِقُ !
سيسحق الجندُ إن مروا هنا جسدي
............ وأغنياتي وكم مروا وكم سحقوا !
جاوزتُ أسوارها من بعدِ ما غٙرٙبٙتْ
............ شمسٌ وقامتْ نجومٌ وانْحنى شٙفٙقُ
أسيرُ في وحدتي والتّيهُ منفتحٌ
............. على اليبابِ وبابُ الروحِ منغلقُ
ما قيمةُ العتقِ والأرواحُ موصدةٌ
................ وما الجٙناحُ اذا لم يتسع أفقُ
وثقتُ بالضوءِ لكن لم يصنْ ثقتي
............ وها أنا .. بظلالي بِتُّ .. لا أثق
أسيرُ لا وجهةً أنوي ولا سفراً
........... أطوي ولا موطنٌ يُؤوي ولا نفقُ
تطــاولٙ الليلُ حتى خِلتُ أنْجُمٙهُ
......... حجولٙ دُهْمٍ لحجبِ الشمسِ تٙستٙبِقُ
كأنما أرجلُ اللحظاتِ عالقةٌ
.......في رملة الخُلدِ .. أين الفجرُ يا غسقُ !
سأمزجُ الشِّعر في روحي ويمزجني
......... في روحهِ .. هكذا الإدهاشُ ينخلقُ !
حتى انثينا أنا والشعرُ في جسدٍ
........... رؤياه رؤيايٙ .. والأنفاسُ والحدقُ
نورٌ ؟ ندىً ؟ لا وربِ البيتِ بل شررٌ
........... عن احتكاكِ الندى بالنورٍ .. ينبثقُ
نصفي تنامى هنا نصفي هناك نما
.............. تموسقٌ .. باتزانٍ ساقهُ النسقُ
إني أنا الشاعرُ المخلوقُ من ألقٍ
.............. تمرّ بي عتمة الدنيا .. فتأتلقُ
يفيضُ دمعي بروحي وهيّ مشرِقةٌ
....... كزورقٍ .. فوق كف الماءِ .. يحترقُ
كأنّٙ غيماً تهادى خلفٙ بارِقِهِ
........... عينٌ بخيط السنا يقتادُهٙـا الأرقُ
يقيدُ الموتُ انفاسي وتشغله
.......... عنّي القصائد إدهاشاً .. فأنعتقُ
لولا الأناشيدُ دكّتْ قبو ذاكرتي
............... لظلت للٱن بالأحقادِ أختنقُ
تركي حمدان
2017