جفنيّ , أيّ عنا يبين عليكما
ويسيل في شفق المسا دمعيكما ؟
إني أرى تحت العيون غمامة
تستعمر الدوح الحزين المعتما
خزفان خلف الليل ألمح فيهما
طلقات ضوء ينتجبن الأنجما
الكون مبتهج فأيّة دمعة
يا مقلتيّ تطول في رمشيكما
يتيمتان , رأيتهما ذابا سوى
قيد أقام على العظام و سوّما
عقد السلاسل في الحياة , فلم يفكّ
عن جيدها فرحا وطال مقوّما
يتيمتان فقدتما فرح المسا
فأبى تأوه ضامري أن تكتما
فإذا المزون غشاوة هلت على
رمشيكما , سيلا حزينا مرغما
وذكرتما ,سهر الشموع , مباخر ال
ماضي وعاد التوق في شفقيكما
عبثا تسوقان التوسّل في المسا
حكْم الليالي قضى بألا تسلما
عبثا , كفى جفنيّ لا تتوسلا
لا شيء يركض للجمال عليكما
يكفي وحسبكما الخضوع لما قضى
حكم الليالي فاصبرا وأستسلما
كم فارس من قبلنا ترك العنا
فرقى الجياد لوحده متلثما
يرقى الفيافي تاركا طرقاتها
روحا معززة ووجها ملهما
***
جفنيّ , يا درّ الطبيعة , خبِّرا
ماذا وراء الصافنات رأيتما ؟
رفعت ديابيج الليال ستورها
لكما وابدت سرّها المستلهما
هذا رفيف الموت , هذا سرّه
قد حان , يا جفني أن تتكلما