إِنّهَا الْأيَّامُ دُوَلٌ تُبْنَى ثُمَّ تُهْدَمْ
وَإِنَّ الْوَقْت وعآء
وَالدُّنْيَا مَعّْبَرٌ لِمَا هُوَ آتٍ
وَأَوَّل الْعُمَرِ بكآءٌ وآخرهُ بكآء وَبَيْنهُمَا كُلُّ حَادِثٍ
فَرَحٌ يَتْبَعَهُ حُزْنٌ وَحُزّْنٌ يَعقُبُهُ سُرُورٌ
وَاللَّحَظَةُ نَحْنُ
وَلَكنَّ اللَّحَظَة لاتبقى
يَعْقُبُهَا لَحَظَاتٌ لَنْ تَكَونَ كَتِلْكَ اللَّحَظَة الأولَى
كَذَلِكَ نَحْنُ لَسْنَا اللَّحَظَة الْأوْلَى
فَنَحْنُ سآئرون بِأَجْسَادِنَا و بِأَرْوَاحِنَا وَلَا سُكُون
كَذَلِكَ الْكَوْنُ مِنْ حَولِنا .. لاثبات
وَإِنْ بأعيينا نراه جُمُودٌ لِإِنْ حَرَكَة بَعْضه حِيناً لاتُرى
وَحِيناً تُرى
كَذَلِكَ الشّْمس والقمرُ دَائِبِينَ مَنْ حَوْلنَا
كُلَّ يُجَرِّي إِلَى مُسْتَقِرّ
أَلَمْ تَرى بأنَّ الْجِبَالَ وَهِي جَامِدَةٌ تَمَرُّ مَرَّ السَّحَابِ
لاثبات لِأيٍ مِنْ أَيِّ
فَتَعَجَّبْتُ مِمَّنْ كَانَ يَوْمُهُ كَأَمْسِهِ
وَعُمُرهِ يَمضِي وَهُوَ إِلَى فنآءٍ لايعقبهُ فنآء ..
ألا يُبّْصِرُ !
أَمْ أَنَّ عَيْنَ عَقلِهِ لاترى
ذَاكَ نَحْنُ تُغَرِقنا لَحَظَاتُنَا فِي بَحْرِهَا اللُّجِّيّ
لَكِننَا لانرى