الساعة الآن الرابعة بعد الظهر
الشمس تُبكِر فى المغيب
مت للحظات تلاها بعث أسطورى حملنى نحو الضوء
بهدوء لم أرغب في النهوض
افترشت الأرض .. استحضرت الموت مرة أخرى
فحملنى مع الجسد شاب ثلاثينى شعره أسود
انفصلت عن العالم .. عن الأحداث
عن كل شيء رأيته أو فعلته في الماضى رغماًعنى
وغبت داخل دوامة رقيقة من اللذة
حبكها حول روحى شذا ذاك الغريب
كان حلواً كمستخلص زهرات الفل
عانقنى .. تغلغل الى روحى
تاركاً إيايَ فى حالة من التذبذب
تلاها إحساس ٌ عميق بالنشوة
لا لم يكن أوانى قد آن
عـدتُ بعد أن رأيت بوابات البرزخ بين عالمينا
وأعادتنى رائحة الشذا مرة أخرى
ارتجف جسدى .. عاد عقلى للعمل مرة أخرى
استسلمت وقررت النوم من جديد
ألم يفتك بى و برد قارس ٌ
واعـية للأنابيب البلاستيكية بأنفى وحنجرتى .. أشعر باختناق
حرَّكت رأسي من جانب إلى جانب أتوسَّل بعينيَّ أن أزيلى
تلك الأنابيب واتركينى أمُت ب سلام
سمعت صوتاً يقول :
أنت ِ غاضبة
لا أعرف إن كنتِ آسفة لما فعلته
أم ما زلت ِ مصممة على الموت
هذا لا يهمني فقط أن أقوم بعملي
أعطيكِ المهدىء حتى تزول عنك نوبة الغضب الهستيرية
أشعر بوخز الإبرة بذراعي
وما أكاد أفيق حتى أعود لأحلامي
والشيء الوحيد الذي أتذكره
ذاك الشذا العالق بروحى
لقد أُبقيت فى نوم اصطناعي إثر المنومات والمهدئات
وذلك ربما أثر على ذاكرتى قليلاً
بدأت فى بذل الجهد لأستعيد ذاكرتي
المشوشة وجلّ ما يمرّ بها
شعر أسود ووجه عابث
يرمقنى بكمٍّ هائل ٍ من الغضب
رافعاً حاجبيه متعجباً
ينظر على مضض وملامحه تكاد تخترق ملابسي
التي تمزقت فأظهرت جزءاً لوشم ذاك العنكبوت الأسود على رقبتي