منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ودرويش إذ يجيء فجرًا !!
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-09-2007, 06:12 PM   #6
ألق
( كاتبة )

الصورة الرمزية ألق

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 19

ألق غير متواجد حاليا

افتراضي


وللحمَّى صفةٌ أخرى هي الحنين. في كلِّ شتاء يُوجعك فرحٌ غائبٌ، وتمشي تحت المطر واحداً في اثنين: أنتَ ومن كنتَه في شتاء آخر، فتُفتفِت إلى نفسك كلاماً لا تفهمه لعجز الذَّاكرة عن استعادة العاطفة السَّالفة، ولقدرة الحنين على إضفاء ما لم يكن على ما كان، كأن تصبح الشَّجرة غابة، والحجرُ حجلة الحنين يكذب ولا يتعب من الكذب لأنه يكذب بصدق
الحنين، استرجاعٌ للفصل الأجمل في الحكاية: الفصل الأول المرتجل بكفاءة البديهة.
هكذا يولد الحنين من كلِّ حادثة جميلة، ولا يولد من جُرح. فليس الحنين ذكرى، بل هو ما يُنتقى من مُتحف الذَّاكرة
ونادراً ما يأتي صباحاً. ونادراً ما يتدخل في حديثٍ عابرٍ مع سائق تاكسي.
ونادراً ما يتطفَل على قاعة مؤتمر، أو على الموعد الأول بين أنثى وذكر… هو زائرُ المساء، حين تبحث عن آثارك في ما حولك ولا تجدها، حين يحطُّ على الشُّرفة دوريٌ يبدو لك أنه رسالة من بلد لم تحبه وأنت فيه، كما تحبه الآن وهو فيك.
الحنين وجعٌ لا يحنُّ إلى وجع. هو الوجع الذي يسبِّبه الهواء النقيُّ القادم من أعالي جبلٍ بعيد، وجعُ البحث عن فرحٍ سابق. لكنه وجعٌ من نوعٍ صحي، لأنه يذكِّرنا بأنَّنا مرضى بالأمل… وعاطفيون!

 

ألق غير متصل   رد مع اقتباس