.
قيل ان الصور التى تمر بالذاكره هى
مجرد تخاريف ينسجها العقل الباطن حين يكف
العقل الحاضر عن العمل
كالصورة فى مخيله ثائر
حينما قال لى كل ما اتذكر الان اننى
ارتدى حله جديدة وبيدى خاتم زواج اركع
على ركبتى واطلب منها ان تقبل بى زوجا لها .....!
عجزت عن الفكير وتسمرت بعقل خاو هنيهه
هل هى مجرد تخاريف ام هى
حقا صور من ذاكرته الحقيقيه
اذن ثائر ليس مريض هو الاخر
ومعنى هذا الكلام ان المشفى تتعامل مع ثائر وايزيس
على انهم فئران تجارب ام هناك سر
اخر لا اعرفه لا لن اهدأ حتى اجمع تلك الخيوط
ببعضها البعض واعرف كل شى وان استلزم
الامر دخولى السجن فلن امانع البته
هذه المرة اعتقد باننى على
صواب
فقطع حبل افكارى صوت ثائر
ما بك يا دكتور اتكلم معك وانت
ساهما لا ترد ببنت شفه
فسألته اود ان اعرف كيف دخلت
المشفى يا ثائر
فرد لا اتذكر شيئاً ولا تُسعفنى
ذاكرتى كلما بحثت بها
غير صورة واحدة مبهمه التفاصيل
فسألته على الفور يمكنك ان
تصف لى بالضبط ما تستطيع
تذكره حتى يمكننى الفهم ومساعدتك
فقال لقد قمت برسم تلك الصورة التى تغتال
ذاكرتى فقداكتشفت باننى اجيد الرسم
واعطانى رسمه بقلم رصاص
ما ان وقع نظرى عليها حتى
اكتشفت بانه رسم بهو استقبال المشفى تماما
كما هو الان يقف به رجل يركع على
ركبتيه لطلب زواج من فتاه تقف امامه
لكن للاسف لا يوجد ملامح للرجل او للفتاه
كانت راس بلا ملامح
لم اسطع صبراً وافلتت الحروف
من بين شفتاى من هى تلك الفتاه اخبرنى ....؟
فاكمل قائلا الصورة مبهمه
لم اتذكر غير ملامح ذاك الوشم
على رقبتها ولهذا كنت اتلصص
على الفتاه بالحجرة 29 كي احاول انعاش
ذاكراتي قليلا
لكن ما ان رأيت وجهها حتى انتابني
شعور ممرض بالانجذاب
نحوها
فقاطعته بصوت تأكله غيرة عاشق دعك منها واخبرني
الا تتذكر شيئا عن اهلك مثلا اين
هم او عنوانك او اي معلومه قد تساعدنا
في البحث عن حقيقتك
فقال نشأت فى اسرة مستقرة
والدان لم ينجبا غيرى كنت وحيدا منذ الصغر
على مضض من عائلتى انضم فرد اخر لنا اسميته سيزر
كان بارع فى نثر شعيراته الصغيرة بجميع ارجاء المنزل
بيد انه كان ينشر الفرح بقلبى
كلما نظرت اليه جرو صغير عيناه
تلمعان بالسعادة دوما
فهو كان مرحا وكثير الحركة
احببته كثيرا مع انه اثار انزعاج للجميع لكننى
لم اسمح لهم بالتخلص منه
سكت قليلا فسألته
الا تتذكر شيئاً عن تلك الفتاه
او اين هى الان
فاجاب لا اتذكر شيئا على الاطلاق
فقلت له اتعلم ان المكان الذى قمت برسمه
هو بهو استقبال المشفى فرمقنى بنظرة ذهول
وقال لى رجاء منك هل تاخدنى
لذاك البهو علنى اذ رأيته تكتمل
تفاصيل الصورة بمخيلتى
او يمكن ان تساعدنى رويته بتذكر اى شى اخر
فقلت له اكيد تعالى معى
الان هيا ولنتمشى قليلا سوياً
خرجنا من الغرفه مرورا بممر طويل بالطابق
العلوى حتى وصلنا الى الدرج ونزلنا
وتبعنا طريق متعرج مكسو بالرخام الرمادى فهذا الجزء
من المبنى مهجور تماما
ارتأي المسئولون ان المكان كبير
فتم اغلاق هذا الجزء لحين
استخدامه يوما ما واهملوا كل شى به كان اعلاه
مضيئا اعتلينا الدرج ووقفنا وهناك كانت النافذة
بالاعلى تطل على
بهو الاستقبال مباشرة
وقد كان البهو حسن المظهر تفوح
منه رائحه المطهرات
فقال ثائر اجل هذا فعلا المكان
الذي اتذكره دوما يمر بمخيلتى
اكاد اجن حقا حتى الممر المتعرج المهجور هذا
اتذكره اتذكر اننى مشيت
بهذا المكان كثيرا
واتذكر احداث كثيرة
تتداخل ببعضها البعض
لكن انا متأكد اننى كنت بهذا المكان قبلاً
لكن ليس كمريض ابدا
وهذا ما يجعلنى اشعر بصداع
فكلما عصرت ذاكرتى لا تكتمل
الصورة لدى
لما كنت هنا وباى صفه
لا اعلم
فاجبته لا عليك هيا لاوصلك
الى غرفتك قبل ان يشعر احد بغيابك
واترك كل هذا ساعمل على توسيع دائرة البحث عن تاريخ
المبنى برمته اعدك ساحاول فقط استرح الان
وبينما نمر انا وثائر عبر الممر
اذ بتلك الممرضه ترمقنا بنظرة رعب
يمتزج بقلق وكانت تخفى شيئا ما بيدها
وتمر مسرعه بجوارنا
شككت فى امرها
وما ان وصلنا للغرفه حتى اكتشفت ان الرسم قد اختفى
فتاكدت على الفور انها كانت
تتجسس علينا لتنقل كل ما ترى
للدكتور قدرى اى شى يحدث بيننا وبالطبع
اخذت الورقه التى رسمها ثائر لتعطيها للدكتور قدرى
فانا اعلم جيدا انه لن يتركنى
بهذه السهوله اعلم انه ينتظر
اى هفوة كى يوقع بى
لا لن اعطيه تلك الفرصه ابدا