السَّادة الكرام / مستشفى المجانين.
طيَّب الله عقولكم بالجنون، والهلوسات
الموضوع : رأس داليا
لا أخفيكم يا رعاة عقولنا إنني مذ إرتباطي بداليا لم أعرف رغد العيش، ولا النَّوم الهنيء، فما زلت أتابع خطوات، ونظرات العابرين من جوار منزلي، وما زلت أفتش شرفات الجوار، وحول منزلي، وتحت النَّافذة كلما فتحت داليا النَّافذة، بل ومضيت بعيداً في إختراع الذَّرائع، والأسباب التي ظننتها ستوصلني إلى ضالتي التي ستكشف لي ما ينغص عيشي، ويقض مضجعي، فصرت أفتش مكياج داليا عند كل عودة لها من زيارات صديقاتها، أو أهلها، فلربما أكتشف تغييراً قد طرأ عليه، وأحدق في ملابسها، فلربما أجد عبثاً ما قد حدث بها، بل وصرت أكرر الاتصال بها، وبذرائع مختلفة عند كل خروجٍ لها علَّني أجد هاتفها مشغولاً، ولا أكتفي بذلك، حيث إني أفتش هاتفها كلما سنحت لي الفرصة لذلك، وإلى جانب كل ذلك أستعمل نبوءاتي الكثيرة، والمتنوعة، فأسلها - مثلاً - : إننا نحب أن ننجب خمسة من الذكور، فماذ تحبين أن نسمِّي كل واحد منهم؟!، فتجيبني بأسماء لا أجد في تلك الأسماء من أهلها، وأقاربها إسماً مماثلاً الأمر الذي يدفعني للبحث عن هذه الأسماء بين الجيران، وغير ذلك، ولذلك يا سادة قمت بسرقة رأس داليا، واحضرته إليكم بقصد الفحص، والتدقيق في كل ما في رأسها
افحصوا بصمات عينيها، والرُّؤى المريحة فيهما، واعدِّوا لي تقريراً مشفوعاً بشريط فيديو عن رُؤاها!!!.. نظراتها!!!.. خلواتها!!!.. نزواتها!!!.. افحصوا أذنيها.. فتشوا عن أحلى الكلمات، وأجملها، ودوِّنوا أسماء أصحابها، وعناوينهم، وأرقام هواتفهم.. افحصوا شفتيها، والقُبلات التي وهبتها، والتي سُرقت منها عِنوة، واكتبوا أرقام "الدي إن أيه" لأصحابها، وعرِّجوا على دماغها، وافحصوا ملكاتها العقلية خاصةً الذَّاكرة، وملكة الخيال، على أمل أن تسرعوا في ذلك قبل أن تستيقظ من غفلتها، فلا تجد رأسها على الجسد، ولكم جزيل الشكر، والامتنان.
مجنون تحت الانتظار.