الثامنة زهرة
السوسن
مختارات يسيرة من شعر رائد مدرسة إحياء الشعر العربي الفارس الوزير المصري البارودي .
حَيَاتِي فِي الْهَوَى تَلَفُ .. وَأَمْرِي فيهِ مُخْتَلِفُ
أَبِيتُ اللَّيْلَ مُكْتَئِباً .. وَقَلْبِي فِي الْحَشَا يَجِفُ
فَنَوْمِي كُلُّهُ سَهَرٌ.. وعَيشِك كلُّهُ أسَفُ
وَمَا أُخْفِيهِ مِنْ وَجْدِي..وحُزنِى فوقَ ما أصِفُ
فَهَلْ مِنْ صَاحِبٍ يَرْثِي .. لِما ألقَى فَينعَطِفُ ؟
أيقتلُنِى الهَوى ظُلماً ..وَمَا فِي النَّاسُ لِي خَلَفُ؟
وهَبنِى فارسَ الهَيجا ..ءِ أغشاها فتنكَشِفُ
أَلَيْسَ الْعِشْقُ سُلْطَاناً .. لَهُ الأَكْوَانُ تَرْتَجِفُ؟
إِذَا كَانَ الْهَوَى خَصْمِي .. فَقُلْ لِى : كيفَ أنتصِفُ ؟
_______
أَلاَ، لاَ تَلُمْ صبّاً علَى طُولِ سُقْمِهِ ..
وَ دعهُ ، فليسَ الأمرُ فيهِ لحكمهِ
فَلَيْسَ الْهَوَى مِمَّا يُرَدُّ بِحِيلَة .ِ..
وَلَكِنَّهُ يَثْنِي الْفَتَى دُونَ عَزْمِهِ
وَ ما يستوي جانٍ أتى الإثمَ طائعاً..
وَ آخرُ لمْ يقرفهُ إلاَّ برغمهِ
إذا ما أقرَّ المرءُ يوماً بذنبهِ ..
فماذا الذي تغنى لجاجة ُ خصمهِ ؟
______________
ذَنْبِي إِلَيْكَ غَرَامِي فهلْ يحلُّ ملامي ؟
يَا ظالِمي فِي هوَاهُ هَلاَّ رَعيْتَ ذِمَامِي
حَتَّامَ تُعْرِضُ عَنِّي وَ لاَ تردُّ سلامي
عَطْفاً عَليَّ؛ فَإِنِّي برى هواك عظامي
فَكَيْفَ تُنْكِرُ وَجْدِي؟ أَمَا رَأَيْتَ سَقَامِي؟
وَيْلاَهُ مِمَّا أُلاَقِي مِنْ لَوْعَتِي وَهُيَامِي
رقَّ النسيمُ لحالي وَ سالَ دمعُ الغمامِ
وَسَاعَدَتْنِي، فَنَاحَتْ عَلَيَّ وُرْقُ الْحَمامِ
فيا سميرَ فؤادي في يقظتي وَ منامي
مَتَى يَفُوزُ بِوَصْلٍ أَسِيرُ لَحْظِكَ «سَامِي»
________________
سلْ حمامَ الأيكِ عنيَّ .. إِنَّهُ أَدْرَى بِحُزْنِي
نَحْنُ فِي الْحُبِّ سَوَاءٌ..كُلُّنَا يَبْكِي لِغُصْنِ
غيرَ أنَّ الوجدَ منهُ ليسَ مثلَ الوجدِ مني
أَنَا أَبْكِي مِنْ غَرَامِي وَهْوَ فِي الْغُصْنِ يُغَنِّي
وَهْوَ بِالدَّمْعِ بَخِيلٌ وَ دموعي ملءُ عيني
لَسْتَ فِي الصَّبْوَة ِ مِثْلِي .. فَانْصَرِفْ يَا طَيْرُ عنِّي
____________