.
ارتجل النَّهار وامتدت الضَّحوة الوادي ، بعد ليلِ كَف سِتاره بِجَلجّلة فُؤاد سَّامية..
ايقظت الصَّبا كَاظم كجيرانه تَصفِق ابواب الدار بِحيطَانه ، رَأته أُمه سَادرًا يَترجّل العُشب  
يُطالع الشَمس تَرسُم في الأُفق صُورة الغَّد ، مَنقوشة بِهَالات البَارِحة ، وَقف على السُّور استحال السَّحَاب فابتلعَ رِيقه 
مَضجوجٌ هَو بِهَمس كُل حي فَلَم يَسمع نِداء أُمه وهِي على الباب  
تُناديه بدون صَوت ، تُنادي بِعين برَّاقة ، رَأت الحَقائق شَحِيحة وَرشفُ الخَيال هَادر  
هَمّت تَسبِقُه إلى قلبه ، وَالريح تَصفَعُها بوشَاحِها مَرّة ، وتُلقيها في هُوة الأمس مَرّاتٍ عَديدة  
تَركُض لصَغيرهَا قبل إستمطاره ، وَ قبل خائنة الجواب العتيدة ، تَصل خلفه باسقه ، لَهثى ! 
فَاستمَالها كَتفُه الغض ، وَتثاقلت الإِقدام ، تُخرس أنِينُها بِابتسامة مُتذبذبة  وَتلُم وَجهُهُ المُتناثر في قَفاه 
تَوشّح دِفءً كَاظم وَاطرق حَتى مَا لاَن قَصَّه .. استدار ، تهَدلت يَداها عَلى رَأسه وَمسّحت جبَينه المُثقل مِن كُل اِنعكاس ..
وهي تَشيح بِوجّهَها المُثكل عن مَدّه الشّاخِص .. خوفًا مِن عَثرة الأسبَاب. 
,