الموضوع: حكاية عقيق
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-21-2020, 07:34 PM   #3
ود
( كاتبة )

الصورة الرمزية ود

 






 

 مواضيع العضو
 

معدل تقييم المستوى: 1635

ود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


تعاقبت السنون على القرية وعقيق راية فألها الحِسن وجهة تبديل حال المكان. المبتعثة لهم من غيب القدرة الكلية الى الارض كي لا ينام جائع على فراش حزن ولا يحمل هم معيشة أسرته والد وفي مثل هذه الاحوال تختلف الناس كما لا بد تفعل في كل الزمان بين مصدق وموالي وبين حاسدٍ ومشكك وبين كاره ٍ وخبيث وبين من لا يفكر الا في قوت يومه ولا يهمه خارج جدا بيته في خيرٍ او شر

اصبح عمر عقيق ثلاثة عشر عاماً ، ارادت النجيبة القيام بحفلٍ لبلوغها مبالغ النساء وتكليفها بما يُكلفن به ، وقد ابتدأت عقيق الصوم طوعاً وزهدا ً منذ التاسعة او قبلها قليلاً وعقيق طفلة لا تُقبل على الطعام كثيرا فبعض من خبز التاوة وقليل من الملح والماء يكفيها يوما بأكمله مما جعلها خفيفة تكاد تطفو من دقةٍ في جسدها رغم طولها البين والذي يتداولون الفضول في شكلها الخارجي يتحينون الفرص لنظرة عابرة لعقيق في تنقلها النادر وما قد يسربه لهم خدم الدار اذا رأوها تخرج من ديوان النجيبة لغرفة الدرس او العكس

ختمت عقيق العلوم المتبعة آنذاك كأي فتى فلم تعلمها النجيبة العلم المتاح لنساء ذلك الزمان او تلك المنطقة وعرفها وعاداتها بل علمتها ما قد يتعلمه الأمراء استعداداًلوراثة ممالك عظيمة ، وكلما آنس المعلمون اتقاد ذكائها وتشربها لشتى انواع المعارف بسلاسة وسهولة كانها تعرف مسبقا وروحها حاضرة لما هو في العالم من حكمة وكأنما المدرسون ينفضون غبار العبور من عالم الى عالم عن روحها لتتكشف لهم طاقاتٍ لم يروها من قبل حتى انهم في اجتماعاتهم يناقشون عقيق ك حالة لا كانثى او انسان وهم يحترمونها لا لمنصبٍ لها او المال الذي ينالونه في رحابها بل لعقلها ورزانتها وما يشبه الكمال في هيئة شخص ما ولا زالوا في دهشةٍ منها وبها بتعاقب السنين

في حفلٍ التكليف كالعادة اُولمت الولائم ووُزعت الحلويات والأموال على عامة الناس وسألت النجيبة مختار المكان ان كان للعامة اماني يتمنونها او اغراض يحتاجونها
بعد تردد همس المختار بوجل وهو ينظر الى امام المسجد والقاضي يطلب السند

(يقول الناس سيدتي ان كانوا في هذا العمر قد تعذر عليهم القرب من عقيق او السلام عليها فهل لهم بسماع صوتها تتحدث اليهم فيم قد يفيدهًم ربما وهل تستطيع الحديث اليهم فقط عن ما سيؤول اليه المكان وهل ترغب في التسيد عليهم وإمساك الزمام بعد ابيها او ان الجوهر من سيكون سيد المكان)


عند ذكر التسيد انتفضت النجيبة ورفعت يدها لتسكت المختار وقالت للغدِ شمسٌ تظهر المخفي ام الحديث لكم فسارى

ظهرت عقيق في جلوتها محمولة في هودجٍ مصنوع من الخيزران المجدول بالريحان والرازقي في غير موسمهما، الهودج غرفة صغيرة جداً تتسع لسيدتين من حجمٍ صغير فكانت عقيق في الوسط وليس حولها احد، لم يكن الهودج مبهرجاً فقط فص فيروز محاط بالفضة المجلية يتوسط الاطار العلوي وستارة شفافة بيضاء تتخذ مكان الرؤيا توارب ولا تمنع ولا تكشف يحتار الرائي في رفرفتها ويتمنى البعض لو تمر ريح الشمال فترفعها قليلا كي يتسنى للعامة رؤية عقيق او عينيها الساطيتان كما سمع الناس ، الأكيد انها ترتدي لثاماً اخضر وتقدمت الموكب النحيبة تتكيء على عصا لها رأس افعى الحكمة وبها عيون لامعة من اصل الياقوت وترتدي كذلك الحجاب واللثام
من رأى السيدتان في علوٍ وعلو عرف ان ما عقيق عليه مأخوذٌ في الشكل من جدتها وفي الروح من عشرة النجيبة ودمها الذي يبدو تغلب على كل النصابات الباقية في قوانين النسب وما قد يرثه الحفيد من الصلة بجدٍ او جدة

سار الموكب حول القرية والهودج يحمله اربعة رجال لا يكادون يشعرون منه بثقلٍ او عبء كأنما يطفو في المكان ، من مر بحدود القرية ذلك اليوم اخبر البلاد كلها بالصمت المهيب الذي عم قرية الجبال السبع وانه لم يجرؤ اي شخص على الهمس ولم يرفرف طير او يغرد في مهابة حضرة عقيق ، كان الجو محملاً بالترقب والتوتر ونبضات القلوب تتعالى شوقاً ورغبة في سماع جرس الصوت وما قد تتحدث به عقيق وهي التي للتو ودعت تمام الثالثة عشر من العمر وتخطو في الرابعة عشر هذا السن المرتبك بين الطفولة والانوثة ، هذه الطفلة ما الذي قد تقوله وهم لا يعرفونه وكيف سيؤثر هذا عليهم

كل ما علمه الناس بوعيهم قبل عقلهم انهم ان سمعوا الخطاب لن يعودوا مثلما كانوا

توقف الموكب وسط ساحة القرية وقد كانوا قد اعدوا المكان لجلستها الا ان الرجال انزلوا الهودج في الأرض ووقفوا ولم تخرج عقيق وبعد انتظار بدا ثقيلا ومكثفاً
قالت النجيبة

(ستحدثكم عقيق كما اردتم وكما اختارت ، لم اسألها ماذا ستقول ولا هي قالت، حين تتحدث عقيق تلتفت الشمس وتتوقف الارض ، سمة الكون احتواء جواهره ، وانتم ايها المحبين ان اردتم العلم فاستمعوا بقلوبكم واتركوا العقل فانه غادر في مثل هذه الأمور
ومن لن يجد في ذاته الاولى القدرة على الإنصات فليرحل نحن لا نريد مستمعون )

استغرب الناس من بعض رقةٍ زينت صوت النجيبة وبعض قلق لكن شوقهم لحديث عقيق منعهم من الحديث لبعضهم والتفت الحشد المشاهد صوب الصوت الغرائبي وهو يبتدئهم بالسلام

يتبع

 

التوقيع

روح عتيقة

ود غير متصل   رد مع اقتباس