منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الامل لو مات فضلت الكفن !
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-13-2020, 01:13 AM   #727
سَارة القحطاني
( كاتبة )

Lightbulb حظر تجول


تربكني كل المواعيد التي تأتي متبوعة بعبارة حتى اشعار آخر!
ترهقني الأيام التي اظل مشدودة فيها وعلى غير العادة نحو نشرات الأخبار, نحو توقعات وتنبؤات تتزاحم في رحاب جمجتي كل مساء؟
ترهقني الدقائق وربما الساعات التي تضيع بينما أنا احاول الركض إلى المجهول , إلى لملمة الأخبار المتاقضة ومقارنة نتائج اليوم بالأمس وباليوم الذي يسبقه.
ترهقني المرات التي اقف فيها على رأس التحذيرات تارة وعلى خلق آلاف المبررات للتجاوزات التي لا اجد لها في الأصل اسماً آخر عدا " تهاون " !

اشعر كما لو أنني مسؤولة عن كل ما يحدث وماستؤول إليه الأحداث التي اكون صامتة فيها أو مُبادرة لا يهم!
أنا كبرت على أن اكون مسؤولة على كل شيء , على أن اكون في المقدمة دائماً وعلى ألا اتخذ قراراً بوسعه أن يؤثر سلباً على حياة شخص آخر
بغض النظر عن الصلة التي تربطني بهذا الشخص وذلك مادفعني إلى أن اتخلف عن كل المواعيد حتى تلك التي انتظرتها بكل ما املك من يقين لعدة أشهر
ولكني فضلت ألا ابرح مكاني لطالما أن بوسعي الاختيار؟

وعوضاً عن الركض بالشوارع خلف أحلامي توقفت, و قررت إحياء كل ما أُحب في قلبي من جديد في مساحتي التي أُحبها , على الأريكة التي غيرتُ لونها لأكثر الألوان التصاقاً بي.
ارسمُ أحلامي على ظهر الورق كما كنت افعل من قبل بالكيفية التي احبها تارة وأشدو بأغنياتي التي أُحبها تارة أخرى!
افتحُ مجلداتي القديمة واقرأ كل الرسائل واحدة تلو الأخرى كما لو انني اقرأها لأول مرة رغم اني احفظها عن ظهر غيب لكني أُحب الشعور الذي تخلفه في قلبي الرسائل المكتوبة..
الرسائل المكتوبة مثل المعجزات بالنسبة لي, تجدد في قلبي الشعور ذاته في كل مرة حتى وإن رحلوا اصحابها او اخلفوا في وعودهم وتخلفوا عن المجيء فكلماتهم حيّة في قلبي!

تلك الأشياء الصغيرة بمثابة المهدئات التي تخفف عني وطأة هذه الأيام الصعبة , وهي ماتجعلني ثابتة, متماسكة وصلبة ,
احبو في كل مرة ناصية الأمل الذي يتجدد في كل مرة تشرق فيها شمس يوم جديد على أن هذه الصفحة
بكل مافيها من ألمٍ وأمل وفزعٍ وترقب سوف تغلق وهذا الوقت سوف يمضي وسأعود تلك السارّة التي لا يهزمها شيء!


حتى حدوث ذلك, آمل أن يُصبح كل أحد منا مسؤولاً لأن دور كل أحدٍ منا ببساطة يُحدث فارقاً في حياته وحيوات أخرى ..

سارة القحطاني

 

التوقيع

ثمة حلمٌ يشرق في السماء!

سَارة القحطاني غير متصل   رد مع اقتباس