ف : رأسي يؤلمني 
ص : و أنا كذلك 
ف :الكون يدور في عيني 
ص :هل تعانين من السعال أو الرشح أو ضيق في التنفس ؟ 
ف :هل أنت خائف ؟ ... مني ؟ 
ص :لا ...لأطمئن ! 
ف :تطمئن عليّ أم على نفسك ؟ 
ص :علينا 
ماذا لو ؟ !!!
علينا أن ننفصل ... 
ف :ههههه و هل اتصلنا حتى ننفصل ! 
نحن منفصلان يا عزيزي منذ اللحظة الأولى 
ص :لا تعقدي الموقف ... أجيبيني هل تعانين من الأعراض المذكورة 
ف :حسنا ... ماذا عن الأعراض الأخرى ؟ أعراض لا تتعلق بما يثير فيك الهلع 
ص :عليكِ أن تؤجلي ذهابك للطبيب حتى تنتهي هذه الأزمة ! 
ف :و لكنها يا عزيزي أعراض تشبه أعراض الجلطة ! 
ص : لا أدري ما الذي يمكن أن أفعله ! 
ف :ضحكَت ضحكة طويلة ساخرة 
ص :ما المضحك ؟ 
ف :هل تتذكر عندما سافرنا إلى تلك البلد القريبة و المتطورة و السهلة المنال 
عندما عانيتُ من ارتفاع الحرارة و أعراض الانفلونزا قبل سنوات 
هل تتذكر عندما جلستَ كالصنم الحائر الذي يخاف أن يضيع لو غادر باب غرفة الفندق !! 
هل تتذكر عندما أجبرتني على الخروج معك و أنا أعاني من المرض لنبحث عن صيدلية ... بحجة أنك غريب عن هذه المدينة ! 
كلمة أخيرة يا عزيزي سأختم فيها هذا الحوار الممل المتكرر منذ لا أدري ... 
من أكثر الأشياء التي أوجعتني في حياتي معك 
أني كلما جلست معك أشعر بأني رجل ... و أنكَ لا شيء ! 
فبدأ ثرثرة المرتبك الخائف المنطوي المهزوز الضعيف ... لكن لم تسمع منه شيئاً 
كان الكون حقاً يلف و يدور في عينيها و ضاعت صورته ما بين الجدران و السقف و الستائر المسدلة 
في غرفة لا تخصه