مساء الورد :
هذا النص الجميل للشاعر والصحفي السعودي عبد المحسن يوسف :
تلك التي تشبهُ قمرًا من عسل ٍ وسكينة ..
تصرُّ على ترك الباب مواربًا ..
لا تدعكَ تدخل ، ولا تتركك تغادر..
حين تلحُّ عليها كي تنزَهَ ظباءها الشهية
في بريتك الخالية تتمنّع ...
تتركك قائمًا على حافة البوح ،
وتدسك في الريح والحيرة ..
إن تقدمتَ هلكْت ..
وإن تراجعتَ هلكت .
وتكاد تهوي في سعيرٍ سحيق .
تستفزها
فلا تفيض ..
وتبادرها
فلا ترأف .
تودُ لو تبوح ..
تودُ لو تفرج عن كنوزها الخبيئة دفعة ً واحدة ..
لو تصعقك كالكهرباء
لو تجتاحك كزلزال
لو تضيؤك كبرق الأودية
لو تهدم سكينتك حجرا حجرا
لو تجتثك من الجذر ،
كما تجتث السيولُ طمأنينة الأشجار .
لو باحتْ قليلا ،
لسرتَ على الماء
لسبحتَ في قطرة ٍ
ولحملتَ البحر في القميص ِ
والسماءَ في " الغترة " .
شحيحة ٌ في الإمتاع ،
مقتصدة ٌ في المؤانسة .
تقولُ لكَ : بح ..
فتبوح كالمطر ،
أو كندًى يحدّثُ وردةً..
ها أنتَ في الحتف ِ
وها هي في المسرّة .
ها هي في السنبلة ِ
و ها أنت في الهشيم .
نخيلُها مثقل ٌ ،
ويداكَ فارغتان .