يحكى أنه ...
كان هناك بعض الباعةْ
في السوق قد عرضوا بضاعةْ
معهم أزهارٌ ومرايا ..وعطوراً حلوة وهدايا
معهم شمعٌ ومعهم دفترْ نُقش عليه قلبٌ أحمرْ
وعلبةُ مخمل تحوي ساعة صفراء اللون ولماعة
عرضوها للبيع وقالوا
أشياءٌ حلوةْ أصلية قد كانت ملكاً لصبيّة
لم تكتب من قبل وصية
ماتت قبل مساء الزفة
ويحكى أن ... بمحض الصدفة
مر بقرب الجمع غريبْ مشغول الأفكار مريبْ
لم يره أحدٌ في السوقْ يتنفس مثل المخنوقْ
حاول أن يرحل مبتعدا.. ثم دنا منهم مرتعدا
حمل الدفتر بين يديهْ... والدمع يغطي عينيهْ
قبّل إسماً كُتِبَ عليهْ
وحدهُ من يعرف دفترها قدمه في الماضي هدية
حين رآها آخر مرةْ .... وبلحظة صمتٍ أبديةْ
مد يديه بجيب السترة اخرج اوراقاً نقدية
دفع المبلغ ثم أرتحلا والحشد يحدق منذهلا
ثم إنه يحكى أن ..
عند الصبح رأوه هناكْ ملقياً بين الأشواكْ
يحضن بين يديه دفترْ ... مبلولاً بالدمع مغبّرْ
وهناك وتحت الاهداءْ ... بحروف الحزن السوداء
مكتوبٌ في أول صفحةْ
( إن متّي لن أحيا اكثرْ )
كلماتٌ قتلت صاحِبها لم يعرف أحداً كاتبها
حين انهمر عليها الدمعْ ذابت وانمحت الأسماء
ثم أنه يحكى أن :
كل الحشد هناك تحيّرْ .. ثمْ سمى بالله وكبّر
وهناك بهاذي الأثناءْ ... نادى منادٍ في الأرجاءْ
هبّوا نقتص من القاتلْ جاوبهُ بعض الأحياءْ
لو شئنا أن نأخذ ثأرهْ .. كيف لنا أن نشنق دفترْ
كيف لنا أن نشنق دفتر
أحلام مؤجلة