منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - يَومِيات.. قَلْب.. مَفْطور..!
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-29-2020, 06:45 PM   #15
جليله ماجد
( كاتبة )

الصورة الرمزية جليله ماجد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 299863

جليله ماجد لديها سمعة وراء السمعةجليله ماجد لديها سمعة وراء السمعةجليله ماجد لديها سمعة وراء السمعةجليله ماجد لديها سمعة وراء السمعةجليله ماجد لديها سمعة وراء السمعةجليله ماجد لديها سمعة وراء السمعةجليله ماجد لديها سمعة وراء السمعةجليله ماجد لديها سمعة وراء السمعةجليله ماجد لديها سمعة وراء السمعةجليله ماجد لديها سمعة وراء السمعةجليله ماجد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي النبضة الخامسة... حمى الشوق...!


.
.
.
.

- إنها حمى..!
- ماذا؟
- الجهاز يقول هذا الكلام..
أنظر إلى جهاز قياس الحرارة و أنا أكح بحدة..
-38.5.. تباً.. سأغيب عن المدرسة و الطالبات عليهن اختبار سأخبر المسؤولة.. لحظة..!
.
.
.
جلبت لي مدبرة المنزل ثلجا و قطعة قماش و عصير برتقال.. شكرتها و نظرت للساعة إنها السادسة.. العيادة ستفتح بعد ساعتين.. لا بأس سأنام قليلاً..
أحلام الحمى غريبة جدا.. كرتونية و غير واقعية و مضحكة.. استيقظت في الساعة العاشرة و أنا أرتجف من الحمى.. غسلت وجهي و بدلت ملابسي و اتجهت للعيادة..
.
.
.
انتظرت دوري.. و بالرقم عرفت أنني يجب أن أدخل على الطبيبة.. طرقت الباب و سلمت على الطبيبة بابتسامة مهتزّة .. تهاويت على الكرسي ارتجافا..
هذا غريب.. الطبيبة صامتة و تنظر إلي.. تحك عيونها.. تفتح ملفي الطبي.. تقرأ اسمي كاملاً.. تشهق :
- هذه أنتِ يا أبلة؟
رفعتُ رأسي المتخدر و أنا أعدل النظارة و أضيّق عيوني بحركة لا يعرفها سواء ضِعاف النظر..
- لا تتذكريني أبلة.. إنه المكياج كما تعرفين..
بدأت السخونة تنتقل إلى خدودي حرجاً هل هي من المدرسة الأولى أم الثانية أم الثالثة .. نظرت لها بعيون دامعة و أنا أفكر..
- مريم؟
- نعم أبلة! حبيبتي أبلة.. سلامتك!
- مريم محمد علي الصف السابع2.. صح؟
نهضت من مكانها و احتضتني هامسة :
- أنت أفضل معلمة مرت عليي في حياتي لا أحد يشبهك..
- و أنا أحبكِ يا مريم.
من حسنات عملي أنني أجد طالباتي في كل مكان و هن فعلاً يقدمن لي كل حب و حنان غير مشروط أبداً..
أرى فيهن اعترافاً جميلاً بمدى تأثيري الإيجابي بهن أنا معلمة اللغة العربية التي لن يدفنها النسيان.. هذا يكفيني و يفرحني جداً..
- بم تحسين أبلة؟
- حمى و سخونة.
- افتحي فمك أبلة قولي آه.. متى أحسست بالحمى؟ هل لديكم أحد به زكام في المنزل؟
فتحت مريم ملفي و قلبته بحركة سريعة و هي تنظر إليّ
- كتبت لك مضاداً و مسكناً للألم و دواء للسعال.. أممم..
هل تحتاجين (Singulair)؟
- لا.. لا أحبه.. يخدرني طوال اليوم.
- لكن أبلة لا يخفف عليكِ الربو قليلاً؟
- لا أريده يا مريم يحولني لزومبي .. أريد بخاخ (Ventoline) إذا ممكن؟
- من عيوني.. و كم يوم تريدين للإجازة؟
- القانوني.. لا أريدكِ أن تقعي في ورطة يا دكتورة.
- لأجلكِ نخرق القانون.
-ضحكت من قلبي و أنا أقول : لا يا حبيبتي ربي يسعد قلبك.
- لا زلت صاحبة المبادئ التي لا تتزحزح.. القيم التي درستيها لنا لم ننسها يوماً.. شكرا على كل شيء أبلة!
- هذا أقل من واجبي.. و بداخلي أهمس : أنتن زرعي الذي لا يبور.. أبداً..
.
.
.
أمسكت كيس الأدوية و أنا أتجه للسيارة.. و أرتجف من الحمى التي تجعلني أعرق و أجف.. ثم أنتفض.. فتحت السيارة ووضعت رأسي على المقود و أنا أفكر.. يا الله.. لقد كبرتُ فعلاً.. تمر الأوقات بسرعة و يمر الوقت بشكل أسرع.. و نحن في الساقية ندور حول ذاك الفلك اللا نهائي .. هذه الدكتورة الجميلة.. كانت طالبة بحجاب أسود و شارب صغير فوق شفتيها البكر.. سبحان الله!
.
.
.
أحاول أن أقنع نفسي.. أن الحمى هذه من الحمام البارد الذي قمت به البارحة.. ليس من شوقي و ولهي عليك!
نعم.. أشتاق لك فأشتعل بحمى غريبة.. في كل مرة..
حتى اليوم يا قلبي..! هاذي النار تسكنني.. و لا يطفئها سوى دفق صوتك..! ألن يصنعوا من صوتك مضاد للحزن في روحي؟ و ماذا عن ضحكتك لن يصنعوا منها مانعاً للاكتئاب؟ يا كل دائي و رشفة دوائي .. يا قلبي الجميل؟




 

التوقيع



كُلّ ما أيْقَنْتُهُ.. رحَلا..

جليله ماجد غير متصل   رد مع اقتباس