أعاني - شخصياً - من داء الاحتفاظ بالذكريات ... فيما يتعلق بكل شيء
و يتعجب الكثيرين إذا شاهدوا عندي مثلا قصاصة أو رسالة قديمة جداً محفوظة في علبة أنيقة أو مطوية بعناية داخل كتاب قيّم !
الأمر تفاقم لدرجة أنني أصبحت أخصص خزانات و صناديق للاعتناء و المحافظة على هذه الأشياء ...
الأمر طال الأواني و قطع الملابس الثمينة القديمة و أشرطة التسجيل و أدوات شخصية لأشخاص رحلوا ...
بعضها وضعتها في خزانات للعرض ... و بعضها خاصة و احتفظ بها لنفسي ...
حتى بعض الأحاديث العابرة ... المكتوبة أو المرسلة على هيئة وسائط إلكترونية ... أحتفظ بها ... و أستمع بعد أعوام لأصوات أشخاص توفاهم الله أو انقطعت أخبارهم ...
و قد راودتني نفسي مرات عديدة ... للتخلص منها و لكن يخيفني أن أفقد بعضي بالتخلص منها ...
و كأني أقتطع أجزاء مني و أرميها في مجرى النهر ...
و كثيراً ما يطيب لي أن أقضي وقتاً غير محدوداً في عالم ذكرياتي ...
و يمضي الوقت ما بين ابتسامات و عبرات تسرقني من واقعي لعالم كنتُ فيه ذات يوم حقيقة مطلقة ...