لن أرد التهمة عن شعوري ...
و إن وصمتَني بتعصبي ...
فبكل إصرار يجيبك صمتي : نعم إني متعصبة لحزني !
فهلا سمحت لي أن أشهق بعيداً عنك ... حتى لا يخرجني زفيري من جنتك ...
من أسرّ لك بأني ذات حواس تفوق الخمس ... لا يغرنك حدسي و لا تلك الصدف السخيفة ...
أنا أكثر من مجرد امرأة أصابها غرورها بلعنة ... بل أنا اللعنة التي تلحق بمن يمسهم حدسي ...
و وقوعي في حضرة جلالة الفقير العفيف ... هي قشة هشّمت يقيني بأننا سنستغني ...
و لماذا سرادق الحزن مقام ؟!
و ما شأنكَ يا صاحب الجلالة ... أيها المتعاظِم الحضور في بلاط نفسي ...
كل ما يَلزَمكَ صوت خلخال أرتديه عندما تطير عصافير العشق من قلبي و تغادرني ...
و خيال يرتعش لِلَحنِكَ الذي يراود خطى الرقص في قدَمَيّ كل أنثى حزينة ...
... فمتع عيني هَيبتِكَ كلما اختلست النظر إلى طرف حسني ...
و جُرّ إليك ذيل حديثي الذي يدور في صدري ... يبتغي سبيلا إلى حضرة إنصاتكَ يا معظَّم ...
امضِ إلى مخدعك الذي نقشتُ على حريرِه ذات غيابٍ سنبلة انحنت من ثقل حملها ...
عندما أرقدتُ حلمي إلى جوارك ...
ستجد خيطاً رفيعاً جداً لن ينفتل إلا رهن إصبعيك و عينيك ...
و اجذبه بما اوتيت من عطف أجزلت به على ضعفي ...
ستنحل خيوط السنبلة و يسقط حملها حصاد رحيلٍ لا يغنيك و لن يكفيني ...
ذاك حلمي اليتيم ... و حصدتُه برحيل لا وقع له