إحتضرت الساعة الواحدة
على البرج في العتمة الباردة
وخرج منها بخار بارد من نُحاس
كتمثال بوذا يحرسها في احتباس
ذلك الرَّجل المعتمر قبعة
على عقارب البرج في حزنه السرمديّ
يحدّقُ في البومة الصنوبرية
ويزفِّر عيناهُ موج الحزن الدَّجِيّ
على المدينة الراكدة
على التوابيت على الأموات
الذينَ قلوبهم لا تموت
تبقى الساعة تحدَّقُ,
يصدأ فيها السكوتْ
خفافيش الفقد حول البُرْج معلقة
على الجرس الهرم
ذكرياتهم في ديباجة
وعد مطوية بكف جلنار
والوشي الحزينْ
نمنمته دمعة قلم
فيمتزج الحزن بالصرخة الداويهْ
صدى مراكب حراس
الفيلق المكسور
يدُقّ على كلّ حصن
ويصرخُ بالنائمينْ
فيخرج من كلّ بابٍ فارس
هزيلٌ جمجمي
ينزف خيبة السنينْ,
يكاد السيف ينتحبْ
على صدره الهيكلي الحزينْ
تشعبت حوالَيْهمُ لعنات الدروبْ
وعادوا يلملمون أسرارَهُمْ
في صناديق مثقوبة
وتلهث أصواتهم بتمائم
منكوسة, منقوشة على كف الليل
بنية الموت الرحيم للأموات
الذين عيونُهُمُ لا تموتْ
وترنيمة لذلك الرَّجُلِ المكتئب
على عقارب الساعة كالعنكبوتْ
غبار وبخار وأجراس من نحاسْ
بالزوايا المارده
من معابد الأقدار الباردهْ
ومن ظُلُمات الشبابيك
من الطرقات الماردهْ
من زخارف الساعة , البرج
حيثُ خبث العنبكوتْ
تُشيرُ لنا الساعة الواحدة
ترسّبَ في عُمْق أعماقها كلُّ حزْنِ السنينْ
عبثا أزرع يقطينة بالوتين