وليلةٍ فيها قمرْ
عَشَاؤُها معَ الشّقُرْ
خاليَةٍ مِنَ الخفرْ
تُنْهى ولم نقْضِ الوطرْ
ظبياً كطبعٍ بالذَّعَرْ
أو شُقْرةِ مِنَ الغُرَرْ
في سحرها الْتَذّ السهرْ
واستبطَأَ العذبُ الأُزُرْ
تجلو إساءاتِ الدهرْ
وتترُكُ الصدرَ سُتُرْ
سلوتُ فيها مستتر
بفارقٍ على نَحَرْ
هيمانَ من بُعدِ السفرِ
يلهثُ باسِمي إنْ حضرْ
نشوانُ مِنْ غَيْرِ خمرْ
إلاَّ الجمالَ والدررْ
يكشفهُ العطرُ الخَطِرْ
آنَسْتُهُ حتّى انتشرْ
هُنَيْهَةً ثُمّ نظرْ
منْ دَعَجٍ ومنْ حَوَرْ
وناهدٍ مِثْلِ الزهرْ
يفوحُ في ميلِ الصدرْ
لا يَكتفي مِنْهُ البصرُ
لو لمستَهُ لَقَطَرْ
ومبسمْ عذبِ السمرْ
فيه مع الطّيبِ سُكُرْ
أُلِّفَ من سحرٍ ودرْ
وافرحتي حِيْنَ نظرْ
بحر مجزوء الرجز