ما بهم يا لحدُ قد فرُّوا انصرافا
بعدما قد ركنوا فيك النحافا
وحشوا منكَ على زين النسا
تربةً تختارها الحورُ اصطفافا
نفضوا قبرك والعمرَ معاً
عن يدٍ تتركُ أطفالاً ضعافا
وفدوا أمس عُجَالاً بالنوى
فلماذا خرجوا اليوم خفافا
هل أعادوا معهم ما حملوا
من لفافات تلقُّوها لهافا
لا ومَن قد قدَّرَ الماءَ لها
مذ لها مقبره كانَ مضافا
والتي راحَ الشذا ملتحفاً
معها طاهرَ كتفيها التفافا
بل أمالوا طعنة الوجدِ إلى
أضلعٍ صارت عليها تتجافى
مرثية كتبتها في أختي رحمة الله عليها
بحر الرمل