كان و لم يزل للمساء فلسفة خاصة تختلف عن فلسفة الصباح ...
و كأن المساء هو وقت خاص لتحقيق الأمنيات ...
و تجسيد مشاهد مسروقة من الخيال ...
و كأنه مصنع للحكايات و قصر مؤتمرات و نادٍ أدبي و نادٍ صحي و مقر الحكام و مقر لحزب معارض و آخر مناهض
كأن المساء خطوة أولى ... و من ثم انزلاق شديد الخطورة ... يضعك على القمة ... و يحول القاع لقمة ...
و كأنه - كذلك - آخر مستقر ... و موئل الروح على صدر يستريح باستقبالها ... و ليحدث أي شيء بعدها ...
لن نسمع ... لن نرى ... و لن نقول بعدها شيء ...
كل ما أردنا قوله ... سكبناه من فاه لفاه ... من قلب لقلب ... من عقل لعقل ...
و جاء الصباح ...
الكل صاح ... إلا سيد المساء ...
قرّر ألا صياح بعد أن استراح ...